كورونا غير العادات والتقاليد المتجذرة في الخليج العربي

قبل 4 سنة | الأخبار | شؤون خليجية

أربك وباء كورونا عادات متجذرة في مجتمعات على مدار عقود وقرون، وفي مسعى للحد من الفيروس يبدو أن هذه المجتمعات في طريقها إلى التخلي عن هذه العادات، ولو مؤقتا.

ففي الخليج، دأب الناس على الصلاة يوميا جنبا إلى جنب، وتحية بعضهم بحرارة بقبل على الخد وبملامسة الأنف، لكنهم الآن يواجهون صعوبة في التأقلم مع المتغيرات السريعة جدا، والواجب عليهم اتباعها لحماية أنفسهم من المرض المعروف باسم كوفيد-19.

وسُجلت في الخليج أكثر من 800 إصابة بالفيروس، أكثرها في قطر (337).

واتخذت السلطات، في هذه الدول المجاورة لإيران حيث تسبب الفيروس بوفاة مئات، قرارات دراماتيكية في فترة قصيرة رغم عدم تسجيل وفيات، بالمقارنة مع دول أوروبية وآسيوية انتشر فيها المرض على نطاق أوسع موقعا آلاف الضحايا.

الأحد كالجمعة

من الكويت إلى مسقط، مرورا بالرياض والدوحة ودبي، بدت الحركة في أول أيام الأسبوع، الأحد، ضعيفة مقارنة بما تكون عليه عادة، فتراجعت حركة السيارات بشكل كبير، وخلت الأسواق التقليدية من ازدحامها المعتاد، وقلت أعداد الزبائن في المراكز التجارية.

وقالت أمل الهاشم (45 سنة)، التي تعيش وتعمل في شركة إعلامية في دبي منذ أكثر من 15 سنة، "الأحد كالجمعة، كأنها نهاية الأسبوع وليست بدايته".

واتخذت الكويت أكثر الإجراءات صرامة بين جاراتها، وهي ثاني بلد فقط بعد إيطاليا يغلق حدوده تماما ويعطل الحركة فيه في ما يشبه حظر تجول غير معلن، فعلقت السفر التجاري بدءا من منتصف ليل الجمعة السبت، وأغلقت المتاجر، وأعطي الموظفون إجازة لأسبوعين.

وبدا الطريق باتجاه مطار الكويت الدولي خاليا صباح الأحد

في ظل تزايد الإصابات، يقول سكان في مسقط لوكالة فرانس برس إن هناك نوعا من "الخوف والهلع" مما سموه "فوبيا كورونا"، حيث أوقف غالبية الناس المصافحة والتقبيل، وحرص كثير منهم على حمل مواد التعقيم وغيرها.

لكن في الرياض، لا يزال أبو عبد الرحمن يخجل من عدم المصافحة والتقبيل على الخد، على الرغم من إدراكه بأن الفيروس ينتقل من شخص إلى آخر بهذه الطريقة تماما.

وقال رجل الأعمال الستيني لوكالة فرانس عبر الهاتف "أصافح وأقبل؟ أم لا؟ لا أدري. أحاول ألا أقوم بذلك، لكنني أخجل. ماذا لو مد يده هو أولا؟".

وكانت دول الخليج دعت مواطنيها إلى الاكتفاء بالتحية وعدم السلام باليد أو بالقبل وملامسة الأنف كما هي الحال في الإمارات وقطر.

وعلى غير العادة شرعت الديوانيات في الكويت في استخدام الفناجين الورقية لتقديم القهوة العربية. وعادة ما كانت الديوانيات تعج بالزوار، الذين يتبادلون فيها حتى وقت متأخر من الليل النقاش حول مختلف الموضوعات المحلية أو الدولية.