غادر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في ساعة متاخرة من مساء أمس الثلاثاء ،العاصمة السعودية الرياض، متوجها الى امريكا، قبل ساعات قليلة فقط ،من لقاء كان مقررا ان يجمعه بالمبعوث الاممي مارتن غريفيث، الذي وصل العاصمة السعودية امس الاول( الاثنين).
وقالت مصادر مطلعة لموقع «يمني بوست» الاخباري ان مغادرة الرئيس هادي الى واشنطن ،والى جانب انها لغرض اجراء فحوصات طبية معتادة كما اعلن ،فهي تأتي في هذا التوقيت، تعبيرا عن موقف رئاسي رافض لتحركات غريفيث، الذي يحاول فرض مسودة حل معدلة، على هادي، خضعت لمزاجات الحوثيين.
كما ان مغادرة هادي قبيل لقاء كان يتفرض ان يجمعه مع المعبوث في الرياض، اجراء يعكس رفض هادي الجلوس مجددا مع غريفيث،طبقا للمصادر.
ويتوقع ان تستمر الرحلة العلاجية للرئيس هادي في واشنطن اسبوعا كاملا قبل ان يعود الى مقر اقامته في الرياض.
وكانت الحكومة الشرعية قد رفضت مسودة الحل المعدلة التي جاء بها المبعوث وعرضها على هادي قبل اسابيع في الرياض.
واشارت مصادرنا ان غريفيث سيلتقي اليوم الاربعاء مسئولين في الحكومة اليمنية؛ لكنه لم يعد بامكانه لقاء هادي الذي غادر الرياض امس الثلاثاء بالتزامن مع وصول المبعوث اليها.
وقبل قليل (الخامسة مساءا) نشرت وكالة سبأ الرسمية خبرا عن لقاء جمع نائب الرئيس علي محسن صالح بالمبعوث الاممي نيابة عن الرئيس هادي، بحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال معين عبدالملك.
الي ذلك ووفق مصادر دبلوماسية، فإن زيارة غريفيث الحالية الى الرياض تركز على مسودة الإعلان المشترك للحل الشامل التي رفضتها الشرعية بعد تعديلها من الحوثيين.
وسيتوجه المبعوث الاممي يوم الخميس الى مسقط للقاء الحوثيين الذين رفضوا لقاءه في زيارته الأخيرة إلى سلطنة عمان.
وامس الثلاثاء استهل المبعوث الاممي زيارته للرياض بلقاء امين عام مجلس التعاون الخليجي ،وبحثا عدة ملفات ابرزها جهود تحقيق السلام في اليمن طبقا للمرجعيات المتفق عليها والتي يحاول غريفيث القفز عليها، عبر المسودة التي يسوق لها.
كما بحث الطرفان ملف ازمة صافر ومخاطر ترك ناقلة النفط العائمة في راس عيسى بالحديدة، دون صيانة بسبب عرقلة الحوثيين ووضعهم شروطا جديدة، قال عنها ناطق الحكومة اليمنية بانهاء تعجيزية.
* لا تعديل في مسودة غريفيث
وبالعودة الى مسودة الحل التي يحملها غريفيث، قال مصدر حكومي يمني ان المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث لم يُدخل أية تعديلات حقيقية، على مسودة الإعلان المشترك للحل الشامل للأزمة اليمنية بعض الرفض الحكومي للنسخة الأولى التي تم تقديمها في يوليو الماضي.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، أن المسوّدة الأممية لم تقم بتعديل النقاط التي تم رفضها، والتي تمنح جماعة الحوثيين "سلطة كاملة على مطار صنعاء الدولي، ورحلات مباشرة تحت إشراف الجماعة، في إلغاء كامل لسيادة الدولة اليمنية، وهذا يُشرعن الانقلاب بالدرجة الأولى"، حسب صحيفة "العربي الجديد".
وذكر المصدر أن المسودة التي يحملها المبعوث في زيارته إلى الرياض، تعتبر الشرعية "طرفاً في الصراع"، وهذا مخالف لكافة مرجعيات السلام التي تؤكد على وجود "حكومة شرعية" و"انقلاب"، متمثل بالحوثيين، حد تعبيره.
ووصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، مساء الإثنين، إلى العاصمة السعودية الرياض، بهدف ممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً للقبول بالإعلان المشترك لوقف الحرب.
وقال مصدر أممي إن الهدف من الزيارة التي تستمر حتى الخميس، هو "الوساطة بين الأطراف للتوصّل إلى اتفاق حول نص إعلان مشترك بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي يتضمن اتفاقاً حول وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، ومجموعة من الإجراءات الإنسانية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية".
واعتبر المسؤول الحكومي أن "التراخي الأممي وعدم إجراء أي تعديلات جوهرية في نص الإعلان المشترك يجعل الزيارة محكومة بالفشل، كون المسوّدة تلبي مطالب الحوثيين فقط".
إقرأ أيضاً ؛ واشنطن تستجيب أخيراً لطلب قدمته الحكومة الشرعية قبل "6" سنوات ( تفاصيل)