ثمّة حرب معلنة باستمرار، وشائعة ضد أهم صنف غذائي وجوده ضروري في طعامنا ولصحتنا إنّه النشويات. يقال إنّه سبب السمنة وسبب عدة امراض، لكن الحقيقة غير ذلك، هذا ما تشرحه أخصائية التغذية عبير عجب عبر (أحوال) حول الكربوهيدرات وأهمّيته وضرورته، فالجسم والدماغ والخلايا لا تتغذّى الا على النشويات. تقول عبير:"الكربوهيدرات هذا الاسم الذي ارتبط اسمه بالخوف من السمنة، لا اساس له من الصحّة، فهو مركب عبارة عن اتحاد الكربون مع الأوكسجين والهيدروجين وهذا الخوف الذي ارتبط باسمه لا مبرّر له اذا تعرفنا على أهمّية الكربوهيدرات لجسمنا وهذا الغذاء المذهل لكل أعضاءه. إنه باختصار المتهم البريء".
هناك عدة اقسام من الكربوهيدرات، الكربوهيدرات البسيط الذي هو عبارة عن السكر البسيط الذي قوامه الكلوكوز وهو عنصر اساسي يحتاج له الجسم بشكل اساسي. وهناك الكربوهيدرات المعقدة وهذا هو النوع الجيد والمثالي وتسمى معقدة لأنّها تحتوي على 3 أنواع من السّكر وصولاً الى اتحاد 10 انواع مترابطة مع بعضها. المصدر الوحيد للطاقة الكربوهيدرات البسيطة “الكلوكوز”هي المصدر الوحيد للطاقة لجميع خلايا الجسم. فهي التي تعطي الطاقة لكل اعضاء الجسم حتى تقوم بوظائفها. وهو الغذاء الوحيد للدماغ والغذاء الوحيد والصحي لكل عضو وخلية في الجسم. وهنا علينا ان نعرف ان كل انواع الكربوهيدرات عندما تدخل الى الجسم تتكسر لنحصل على الكربوهيدرات البسيط الذي هو الكلوكوز.
لماذا هذه الحرب على النشويات تقول عبير “كل الدراسات العلمية منذ عام 1970 وحتى الآن تؤكد على أهمية الكربوهيدرات للجسم، وخاصة عند الرياضيين، ولكن هناك رياضيون يخافون منه ولا يقتربون منه وهذا خطأ. لأن الكربوهيدرات هو غذاء جيد لهم ويعطيهم الطاقة ويحسن أداءهم سواء في الركض او السباحة او حمل الاثقال، ولكن الرياضي عليه ان ينتبه الى التوقيت في تناول الكربوهيدرات وكذلك الى والكمية والنوعية”. وتتابع “الكربوهيردات مهم أيضاً بالنسبة إلى الأطفال، لأنه يساعدهم في النمو، ومهم بالنسبة إلى المسنين لأنه مصدر قوي للطاقة، كما أنه هو الذي يعدّل السكر في الدم ويحمينا على المدى البعيد من السكري النوع الثاني ويحمي العضلات من استخدام الكلوكجين المخزن في العضلات كطاقة”. قياس الوحدات الحرارية تشرح عبير عجب حقيقة لا يدركها قليلو المعرفة، تقول “عندما نأخذ الكربوهيدرات بكميات معتدلة، الجسم يخزنها في الكبد والعضلات ليستعملها كطاقة. وعندما يمرّ وقت طويل بدون طعام، يلجأ الجسم الى استخدام هذه الطاقة في الكبد، وفي حال طال وقت الصوم أو البقاء بدون طعام، الجسم يستخدم الطاقة التي في العضلات والتي هي الكلوكوجين . فدوماً عند اتباع نظام غذائي سيء قليل الطاقة، الجسم سيلجأ الى الكلوكوجين المخزن في العضل وهنا نبدأ بخسارة الكتلة العضلية. لذا علينا دوماً تأمين حاجة الجسم إلى الطاقة من خلال الكربوهيدرات للحفاظ على الكتلة العضلية”. وتتابع “من هنا نرى مسنين زائدي الوزن لكن ليس لديهم طاقات ولديهم أجساماً مترهّلة، لأنّ أجسامهم عبارة عن كتلة دهنية كبيرة وكتلة عضلية ضعيفة”.
وفي قياس للوحدات الحرارية، فإنّ كل غرام كربوهيدرات يوازي 4 وحدات حرارية وكل غرام بروتين يساوي 4 وحدات حرارية وكل غرام دهون يوازي 10 وحدات حرارية.
البروتين المبجّل كذبة وهذه حقيقته تناول الكربوهيدرات يحمي الجسم من دخوله في مرحلة الكيتوسيز، اي الاستخدام غير الصحي للدهون كمصدر للطاقة. وهنا لا بد ان نشرح ما هي الكيتونز. نحن بحاجة يومياً إلى تناول الكربوهيدرات من أجل الطاقة. ولكن هناك أنواع من الأنظمة الغذائية تقصي الكربوهيدرات بهدف خسارة الوزن. وهنا يقوم الجسم باستعمال مخزونه من الكلوكوجين الموجود في الكبد والعضل وبالتالي تذوب الكتلة العضلية لأنّ السكّر غير موجود في الدم، ويدخل الجسم في مرحلة الكيتونيز وهي حالة غير صحيّة من الأسيد حيث يعتمد الجسم على الكيتونز كمصدر للطاقة.
والكيتونز هذا مضر للدماغ والعضلات والقلب ونرى عوارض هذه الحالة بعد حين، من صداع وإرهاق وتعب، فهناك أشخاص يشعرون بها بعد 3 أيام واخرون بعد عشرة ايام. والأشخاص الذين يعتمدون على الانقطاع شهرياً عن الكربوهيدرات يضرون أجسامهم، بحيث يعيش الجسم كثيراً في مرحلة الكيتونز غير الصحية. هكذا نخسر الدهون الزائدة من الجسم لخسارة الدهون تقول عبير:علينا دوماً ان نفكر عند اتباع أي ريجيم، أن يكون هدفنا خسارة الدهون والحفاظ اكثر على الكتلة العضلية في الجسم. وهذا يكون من خلال دايت متوازن وأخذ كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من كربوهيدرات وبروتين ودهون جيدة. الجسم بكل خلاياه وأعضاءه بحاجة الى الكربوهيدرات الجيدة حتى يستعمل السكر أو الكلوكوز الى طاقة بدل أن يكسر الكيتونز كبديل عن الطاقة، لأنّ الأشخاص الذين ينقطعون عن الكربوهيدرات سيعانون من التعب والدوخة وهبوط في الضغط ووجع رأس وإسهال، وستزيد عندهم التقلصات العضلية . وكثيراً ما نسمع الرياضيين يعانون من هذه التقلصات التي تؤثر على أدائهم وقوتهم ونشاطهم وأحيانا يكونون غير قادرين على الحركة وقد يعاني من هذا اي شخص ينقطع عن الكربوهيدرات. هناك الخير وهناك الشر في النشويات افضل انواع الكربوهيدرات هي تلك التي نسميها معقدة مثل الحبوب والبقوليات والأطعمة غير المبيضة مثل القمح الكامل أو الارز الاسمر او المعكرونة السمراء أو الشوفان، وهذه كلها غنية بالألياف. والنشويات البسيطة والتي لا ننصح بها هي باختصار تلك المبيضة اي الارز الابيض والخبز الابيض والسكر الابيض والحلويات وهي سبب كل علة وهي ارخص انواع الطعام وأسوأها وسبب السمنة المنتشرة في الكون. طالما الدماغ يتغذى من النشويات فهو الاهم توضح عبير أنّ هناك جهل في موضوع التغذية، وأحياناً هناك أهداف أخرى قد تكون تجارية للترويج لنوعية أو نظام غذائي معين. تؤكد أنّ النشويات من افضل انواع الطعام والجسم لا يمكن ان يستغني عنها ويكفي ان اقول ان الدماغ والخلايا تتغذى عليها فقط، لذا يجب أن يكون غذاؤنا اليومي 50 بالمئة منه، والرياضي يحتاج اكثر الى كميات من الكربوهيدرات تزيد عن 50 بالمئة حتى يعطي نتائج جيدة، بينما لا يحتاج الى كمية زائدة من البروتين.
باختصار علينا الابتعاد عن السكر الأبيض والأطعمة المبيضة فهي التي تسيء إلى سمعة الكربوهيدرات .