ليس البحث عن المسيح و انما عن الحصان!!!!!

برفسور : ايوب الحمادي
الاربعاء ، ١٢ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٣٨ مساءً
مشاركة

ليس البحث عن المسيح و انما عن الحصان!!!!!

المشكلة الاساسية, التي انظر لها هي تصورنا لمفهوم ادارة الدولة, والتي هي في هذه الالفية معقدة تتجاوز قدرات اي شخص مهما كانت امكانياته. لذا ظهرت انظمة حكم حديثة تعتمد على المؤسسات, التي تتعامل مع ادارة الدول بشكل هندسي و اقول هندسي تمنع تجمع السلطة بيد مجموعة, او تجمع المال في خزانة خاصة, او احتكار السوق, او الاستحوذ على فكر المجتمع, او استغلال حاجته, او اظهار رموز تجعل اختزال النجاح و الخطط و المصير و الاستقرار مربوط بوجودها هي فقط, او تمنع الكوارث والحروب قبل وقوعها, كون العمل بشكل ارتجالي شخصي يدمر مفهوم التدافع و الارتقاء و العدل و التجديد بشكل خاص و الدولة بشكل عام كما حصل في اليمن. لذا الكثير منا يستغرب, لماذا عجلات التنمية لا تدور؟ و الاسباب عديدة اهمها ابسطه لكم, ان في الغرب وضعوا الحصان امام العربة, فحدث دوران لعجلة التنمية اي العربة, و هناك شعوب اخرى وضعت الحصان وراء العربة, و لازالوا يحاولون يعرفون, لماذا تهتز العجلات لكن لا تدور و لا تتحرك؟ و الحاصل في اليمن, ان عجلات العربة لا تدور, ليس لان موضع الحصان وراء العربة, و انما لانه غير موجود اصلا .

لذلك حياتنا ارتجال و قرارتنا مغامرة دون هدف, و خططنا تنتهي الى كوارث, و وعودنا كاذبة, و قيمتنا كقيادات في الداخل و الخارج صفر, لذا من وجهة نظري اولا نجد الحصان. ايجاد الحصان يعني لي خطة استراتيجية تنموية مبوبة مهندسة من عقول البلد نقيمها و نغربلها و نعتمدها بحسب امكانياتنا نحن, يندفع الكل لتحقيقها, نحرك بموجبها كل قطاعات الدولة و مفاصلها في تحقيقها. ندير بموحبها عجلة التعليم و الخدمات و القطاع الخاص و السوق بدل العك الحاصل, اي ندير عجلة التنمية.

لذا علينا كطبقة متعلمة ليس البحث عن المسيح و انما عن الحصان اي بلورت خطط عمل فكرية و تنموية و برامج واقعية نرتفع بها و ليس العكس. و كون هناك من يراقب ما نطرح, فانا هنا و الكثير منا خارج البلد نطمح نعمل كرافعة تستغل امكانيات الخارج في تغيير و نفع المجتمع اليمني و بناء جسور له. ذلك لن يتحقق, ان لم تكون هناك خطة استراتيجية تنموية مبوبة في كل مرافق الحياة دون انتقاص او عبث, خطة نتصورها كنسر الجمهورية في الشعار لها جناحين لتحقيقها, جناح داخل الوطن انتم تمثلونه و الكثير من فئات الشعب الخيرة و جناح خارجه نحن "كطيور مهاجرة" نمثله, خطة تنتشل اليمن من قعر الانحطاط و تحلق به بوجودنا معا الى هذه الالفية بين الامم. هنا نكون استغلينا وقتنا و علمنا و علاقتنا و امكانياتنا و ارتحنا في نهاية المطاف اقلها عند حوض المصطفى, ان اليمن لم تظل الى قيام الساعة كما تركناها.