خطبة الجمعة مني لكم- هل توافقين ان تتزوجين شاب امه اجنبية!!!!!

برفسور : ايوب الحمادي
الجمعة ، ١٤ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٣٤ مساءً
مشاركة

خطبة الجمعة مني لكم- هل توافقين ان تتزوجين شاب امه اجنبية!!!!!

الكثير منا يذكر حديث الرئيس بورقيبة للقذافي, الذي ذهب لتونس لكي يقنعه بالوحدة العربية. كان بورقيبة ناضج في كلامه يقول في محتواه من حيث الفكرة لابد من تغيير الفكر اولا عن طريق العلم لاننا لازلنا مخنوقين مش قادرين نتنفس و الجهل مسيطر على شعوبنا قبل الحديث عن الوحدة. و حاول يفهمه بمثل بسيط انه عندما تتعطل السخانة في القصر نجيب مهندس من فرنسا لتصليحها, مش قادرين نتحرر من التبعية. القذافي كان يضحك لانه لم يدرك ما يقصد الرئيس بورقيبة, لم يفهم ان تجميع العرب بحالتهم هذه الغير منتجة و الغير متعلمة مستحيل. الفقر و الجهل و مفهوم الفيد و القبيلة ترجمة حرفية للتخلف, الذي يسبب التسلط و اختطاف المجتمع تحت مشاريع صغيرة دينية و مناطقية و طائفية. فنحن في حرب بسبب ذلك و نحن في مرحلة تمزق ايضا بسبب ذلك, و نحن في ارتهان بسبب ذلك, و نحن خسرنا الماضي بسبب ذلك, نخسر الحاضر ايضا بسبب ذلك, و سوف نخسر المستقبل لو استمرينا بنفس النهج.

نحن مخنوقون و محبطون من الوضع, الذي يستشرس معنا و يتجسد بمشاريع صغيرة تجعلنا نرتهن لمن يدفع. نتحدث عن المجتمع و الامة دون ان نعطي العلم و التنمية اي حجم. نتحدث عن الدولة و وحدة المجتمع دون ان ندرك ان العلم و الاقتصاد و التنمية هم ما يوحد المجتمع و يهدم المشاريع الصغيرة, العلم و الاقتصاد و التنمية هم ما يوحد الدول بحسب المصالح المشتركة مما يغير في بناء القيم و يجعلها قوية و منافسة في ميزان القياس العالمي, اي المصالح و ليس غير ذلك. اليوم مضحك الحديث عن حجم الوطن من حيث المساحة, و مضحك الحديث عن مجتمع متماسك و دولة و ديمقراطية و ركائز التخلف لازالت تتمدد, و مضحك الحديث عن الثروات و الموقع, لان العصر اثبت ان الثروة هي الانسان و تأهيله.

و اضرب لكم مثل بالمانيا الفقيرة بالثروات و الخارجة من حروب عالمية طاحنة و المنبوذة في اوروبا سابقا و الصغيرة من حيث المساحة, فهي اليوم بوزن ١٦ دولة لحالها بسبب الانسان و تأهيله. تستغرب من كلامي خذ ورقة و قلم رصاص و سجل انه لو وضعنا هذه الدول التالية بمساحتها و شعوبها و امكانياتها و ثروتها الطبيعية الكبيرة اي بناتجها القومي كمقياس اقتصادي لقوة الشعوب حسب ارقام البنك الدولي في كفة, اي السودان بناتج قومي ٨٩ مليار يورو, و تنزانيا بناتج قومي ٤١ مليار يورو, و الكويت بناتج ١١١ مليار يورو, و قطر بناتج ١٢٩ مليار يورو, و ايرلند بناتج ٢٦٤ مليار يورو, و المجر بناتج ١١٨ مليار يورو, و الارجنتين بناتج ٥٦٨ مليار يورو, و السويد بناتج ٤٧٧ مليار يورو, و الجزائر بناتج ١٣٩ مليار يورو و ايضا اليمن بناتج ٣٥ مليار يورو, و تركيا ب ٦٧٠ مليار يورو, و الكنغو بناتج ٣٢ مليار يورو, و جونتمالا بناتج ٥٩ مليار يورو, و اوزبكستان بناتج ٦١ مليار يورو, و سلطنة عمان بناتج ٦٩ مليار يورو, كل هذه الدول يمكنكم تضعوها في كفة الميزان تساوي قوة المانيا الاقتصادية برغم ان المانيا اصغر من اليمن و افقر بكثير بالموارد الطبيعية, لكن العلم و الاهتمام بالانسان جعلها تعادل ١٦ دولة في اوروبا و العالم بقوتها الاقتصادية فحمت كرامة مجتمع عبر بوابة الانسان و تأهيله .

و لفهم مغزى كلامي اطرح لكم ان مشاكل اليوم كانت بسبب تخطيط الامس في كل مجالات حياتنا , ففي اليمن قبل ٨ سنوات على سبيل المثال وليس الحصر تقدم ١٨ الف طالب للكليات العسكرية و فقط ١٦٠٠ طالب و طالبة للحاسوب في جامعة صنعاء و اربعة اضعاف هذا العدد في الهندسة قبل منهم فقط ١٥٠ طالب و طالبة للحاسوب و٣٥٠ طالب و طالبة من ٦٥٠٠ طالب و طالبة في الهندسة و الباقين اي ٧٦٠٠ من المتقدمين يدبروا حالهم خارج هذه التخصصات, اي مجرد زيادة عدد في المجتمع, و لم اتحدث عن بقية جامعات اليمن في محافظتها المختلفة. لذا نحن كدسنا ابنائنا في التخصصات الادبية و الدينية و العسكرية و الشوارع والبيوت, و غيرنا في تخصصات الانتاج و الهندسة و العلوم. و النتيجة إغراق البلد بالازمات المبلدة للعقول مما جعلت محركات التنمية و الانتاج تعجز عن الحركة و توقفت عجلاتها عن الدوران فنغمس مجتمعنا بشرائحه المختلفة في مستنقع السياسة و الصراع من اجل السلطة و العمالة بسبب عدم القدرة على انتاج لقمة العيش وهذا الامر يتمدد من عقود, فما نعيشه اليوم هو سياسة حماقتنا في التخطيط في الماضي.

و لذا ارجع واقول مرة ثانية ان مستقبل اليمن ليس النفط و الغاز و الثروات التي في باطن الارض و انما الخزان البشري في المنطقة اذا تعايش مع بعضه بعض, اي الانسان لكن نحتاج له الى وعاء يستقر به بسلام و بنظام حتى يتعلم و يبدع و ينتج. و يظل لي ذلك ممكن فقط في الاطراف اي المهرة او المخا او سقطرى, اذا لم تتوقف الحرب و نصنع السلام, فلا نستطيع ان نترك الصراع يستمر ليكون مركز حياتنا, ليتحول ابنائنا بعد عقد من الان الى عالة اكثر منا على البشر.

و اخيرا هل توافقين ان تتزوجين شاب امه اجنبية؟

و اقم الصلاة