·
خطبة الجمعة- فكر العهد الطباشيري!!!!!
هناك بيانات رسمية تركية تتحدث انه في 2017 تم تأسيس 44 شركة برأس مال يمني و79 شركة في 2018 و في الأشهر السبع الأولى من 2019 بلغ عددها 41 شركة ليؤسس اليمنيون 164 شركة في تركيا خلال آخر عامين و نصف العام. واذا اخذنا التطورات السياسية التي حصلت في عدن من اغسطس لليوم و طرد الحكومة فيعني ذلك ان العدد لاستثمار اليمنيين في تركيا في 2020 قد تجاوز حاجز200 شركة يمنية كون لا يوجد بادرة لدولة تتشكل في اليمن. و في مجال العقارات في تركيا تجاوز عدد اليمنيين, الذين اشتروا منازل في تركيا خلال آخر فقط عامين و نصف العام 2200 شخص الى شهر اغسطس 2019 , اي منذ بداية الحرب 6 الى 8 الف عقار كاقل تقدير.
و ذكرت صحيفة اليوم السابع المصرية, ان اليمنيين اشتروا أكثر من 20 ألف عقار فى القاهرة و هذا فقط القاهرة الى شهر اغسطس 2019, اي لم تتحدث عن مدن اخرى و في مناطق ليست رخيصة مثل (فيصل و الهرم و أرض اللواء و المنيل و المهندسين و الزمالك و الرحاب و الشيخ زايد و التجمع الخامس). و في لبنان و في ماليزيا و في اثيوبيا و الاردن و غيرها. الحديث محزن عن عقارات و شركات و محلات ليمنيين اي مال مهاجر, كون ما يحصل نزيف طبيعي للمال اليمني و هجرته, برغم ان عدن و الجنوب تحرر في ال 3 الاشهر الاولى من الحرب, و كان الجنوب يمكن ان يكون وعاء ليحتوي ذلك, و نحن نحتاج كبلد لكل فلس لموجهة الفقر و البطالة و لتملك القرار .
في سوق عقارات مصر انفق اليمنيون ليس اقل من مليار دولار فى القاهرة و هذا مثال بسيط و لو ربطنا ايضا حركة المال اليمني المتدفق الى هناك و اقصد مصر فالحديث عن مال تدفق في خمس سنوات لن يكون اقل من ثلاثة مليار دولار. و اذا نظرنا للشركات اليمنية البسيطة كاستثمار في تركيا و اثيوبيا و مصر و ماليزيا و غيرها مع العقارات لن نغلط ان قلنا خسرت اليمن اكثر من 10 مليار دولار الى منتصف 2019 كتقدير كان يمكنها بناء الجنوب, انفصل او ظل في اطار اليمن الواحد, كان تركت اقلها اثر و تنمية. و مختصر النقطة هنا ان العالم يفتح الابواب لمن يكون لديه مال و قدرة و علم و انظروا لتركيا و مصر و اثيوبيا, و نحن من الجهل و الفكر القروي طفشنا ليس فقط باليمني و المستثمر العربي و الاجنبي, و انما ابليس قد طفش و رحل. و حتى طريق الحرير عملوا محطاتها بعيد عنا و كأن بلدنا فيها وباء و نحن من حيث الموقع انسب محطات للسفن و التجارة الدولية.
اخواني الحروب فرص كان لبعض المناطق, التي اهملت, كان اقلها تم اعادة التخطيط و التوزيع للثروة و الامكانيات و الاستقطاب و فرض قانون الاستثناء و تسيس المغترب للتفاعل لنجاح مشروع التحديث اي لن يعترض احد كون الامر ضرورة, كان اقلها حدث معجزة و تحدثنا عن بناء يمن جديد من حيث تخطيط مدن حديثة او ادارة بتقاليد جديدة تتوسع كل يوم بالخدمات و الهياكل المؤسسية بنظام حديث. كان انطلقنا في المهرة او سقطرى وقتها و تركنا بقية المناطق يتم فرمتتها خطوة خطوة كونها لا تصلح للالفية الحالية, لتنتفض ضد حياة الجهل و الفوضى, كون سوف يكون امامهم البديل و الحافز. كل شيء كان ممكن دون ان نكلف التحالف و لا الدولة كثير, اقلها ان المغتربين لديهم ما بين 100 الى 200 مليار دولار, كان يمكن لو تشكلت دولة و مناطق جديدة يكون جزء بسيط منها و اقول بسيط منها بجانب ما هاجر الى مصر و تركيا و غيرها بذور الانطلاق ليمن جديد, و نحن كما سبق و ذكرت نحتاج كبلد لكل فلس لموجهة الفقر و البطالة و لتملك القرار.
اخواني الصراعات و المليشيات المناطقية و المذهبية و الحزبية لا تبني مجتمع و لا يجب ان نتخندق كطبقة مثقفة مع مشاريع هدم دولة مهما كان القائمون عليها من اصحابنا في القرية او المنطقة او المذهب. يجب ان نخجل ان يكون هناك تجارب بشرية للاخفاقات و تجد منا متعلم كون قريبه قائد في مليشيات صار هو المنظر لها, تجد منا متعلم يعلل و يفسر و يكفر و يتهم, لماذا هاجمنا سلوك و لم نعمل استثناء لمليشيات قريته او حزبه او مذهبه و كأنها خريجة اوكسفودر في الادارة و التنمية؟
اليمن مشاكلها ليست الوحدة ولا الفيدرالية و انما نحن و امراضنا المختلفة. مشاكلها اينما نظرنا تتوسع كل يوم اكثر اينما توجهنا و السبب لا نريد نفهم؟ اعطيكم مثال بسيط اننا لم ننظر اليه وهو مشكلة قادمة. اليمن مثلا تستقبل كل سنة 390 الف شاب و شابة الى اسواق العمل, بمعني خلال الـ 5 السنوات من الحرب، هناك ما يقرب من مليون و نصف شاب عاطل عن العمل يجدون ان الاسواق الداخلية لا تستوعبهم كونها راكدة كون طفشنا كل تاجر و مستثمر منها و الاسواق في المنطقة ايضا مشبعة و تعاني ايضا من ارتفاع البطالة و قبل ذلك العمالة اليمنية ليست بجودة العمالة الاخرى بسبب مخرجات التعليم اليمني و الحرب. و هنا يضطر الشباب اليمني الى الانتظار لسنوات طويلة من أجل الحصول على فرصة عمل و بعضهم قد يتجه الى زعماء المليشيات و الحرب كوسيلة للقمة العيش، مما يزعزع الداخل اليمني و المنطقة و تصير كل دولة ممكن أن تجد لها موطن قدم في بيئة فقيرة تستهدف اليمن و يصبح أمثال هؤلاء الشباب بيئة خصبة للاستقطابات من قبل بعض الدول و الجهات.
و الفكرة هنا بسيطة و هي أن كل خطوة في اتجاه اعادة الدولة و القانون و القضاء على البلطجة و البسط, هي خطوة باتجاه الاستقرار و الاستثمار و خلق فرص افضل لنعيش و نحمل بعض و نستمر. العالم يستقطب الاموال كما تعمل تركيا و غيرها, العالم يستقطب العقول و الشباب كما يعمل الغرب فلا يجب ان نطفش هولاء ليبقى معنا في اليمن فقط العبث. العالم يبهر الاخرين بمنظومة القانون و الامن و القضاء و الانفتاح و نحن لا يجب ان نثبت لهم باصراراننا لا نفهم الا العكس و نستغرب وقتها, لماذا نعيش فكر العهد الطباشيري او على قولة صديق العهد الخنبقي؟ و لنتذكر معا ان العالم يمر الان بمراحل استثنائية مقلقة تقتضي خطط استثنائية لكي يحافظ على مجتمعاته و كرامتهم و يستمر و نحن يجب ان نطمح ان نكون مثلهم.
واقم الصلاة