مازالت اليمن بخير، ليس تفاؤلاً ساذجاً بحكم المعطيات الموضوعية البارزة على الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية.. لا، بل لما يهدينا البلد من أبنائه الكرام كنافذة ضوء في آخر النفق، الحالمين بوطن يعترف بالجميع باختلاف أفكارهم وتعدد رؤاهم الفكرية والثقافية وتوجهاتهم السياسية. عادل الأحمدي، واحد من آلاف مثله، يشكلون شعاعاً بعيداً لكنه ليس مستحيل النوال، يبذل جهداً مشكوراً واستثنائياً في عملية التنوير الثقافي، مثله مثل مناهل ثابت، نبيل الصوفي، ورأفت الاكحلي، وجلال الحلالي، وألفت الدبعي، صادق القاضي.. إلى آخر القائمة الطويلة من الحاملين لِهمّ الدولة المدنية الحديثة. آخر تلك الجهود هو موقع الكتروني للمفكر الشاعر اليمني الاستثنائي عبدالله البردوني، يطلقه عادل الأحمدي، بجهود ذاتية جديرة بالتقدير والثناء. المشروع ذاته كان قد تولاه في فترة سابقة، الأستاذ رياض السامعي حين أصدر تطبيقاً الكترونياً يضم معظم أعمال الشاعر البردوني. هي مبادرات يجب أن تتصدر لها مؤسسات مسؤولة كوزارة الثقافة والجامعات، لكن حين تغيب البوصلة وتغيب الرؤية تكون النتيجة ما ترونه من الإهمال واللامبالاة لأعمال خالدة لمفكرين ورموز البلد وعنواينها ومصدر عزها ووجه من أوجه فعلها الحضاري والإنساني. كل التمنيات لتلك المشاريع بالتوفيق والاستمرارية، ولأصحابها ما يليق بهم من الاحترام نظير جهودهم المؤسساتية العظيمة والخالدة.