الكذب لا يمحو الحقيقة أبداً بل قد يؤجل إكتشافها. لذلك لاخلاف بأن الكذب من العادات السيئة والقبيحة.. والشخص الكاذب يصبح منبوذاً بالمجتمع وغير موثوق فيه..!!
وعلى الرغم من مساوئ الكذب إلا أننا نجد الكثير من الناس يعتبره نوع من أنواع الشطارة والفهلوة وهنا تكمن الكارثة والخطورة..!! هذا الصنف من البشر تجدهم يزاولون التجارة حيث يتمييزون بالعادة بأسلوب الإقناع للترويج عن بضائعهم حتى وإن كانت بضائعهم مضروبة فيتخذون من شعار التجارة شطارة لتصريف بضاعتهم دون الخوف من الله أو تأنيب الضمير .!!
أما أبشع أنواع الكذب فهو الكذب لمصالح سياسية حيث يتم تضليل شعب بأكمله عن طريق الشعارات الرنانة والوعود الكاذبة للوصول إلى الهدف المنشود وبعد ذلك لكل حدثٍ حديث..هؤلاء المخادعون لا يهتمون بمصلحة شعب أو وطن بقدر ما يهتمون بمصالحهم الحزبية والسياسية..بل إنهم مستعدون للتضحية بقوافل كثيرة وعديدة من الشهداء والجرحى دون أن يرمش لهم جفن..!!
المؤسف بأن البعض يكذب ويتخذ من الشهداء وسيلة حقيرة لتحقيق أهدافهم.. فياترى أين ذهبوا ممن كانوا يطالبون بالقصاص من قتله الشهيد أبو اليمامة؟! بينما هنالك من يجيدون إستغلال الكذب لمصالحهم الشخصية النتنة ويمتلكون القدرة الفائقة على لبس الأقنعة الزائفة ذات أوجه مختلفة فكل قناع يلبسه يتناسب مع الغرض والهدف الذي يسعى إليه..هذه النوعيات التي تتخذ من الكذب جسر عبور للحصول على منافع شخصية نجدهم حالياً من يتصدورن المشهد بالجنوب من دون منازع وتجد الغالبية العظمى من يجيد ركوب الموجة حيث كانوا من قبل حرب الحوثي مجرد أسماء نكرة ليس لها أي قيمة أو وزن..!!
لقد أفرزت هذه السنوات القليلة الماضية طبقة من الأثرياء الذين وبغمضة عين أصبحوا يلعبون بالملايين لسبب بسيط وهو إنهم يجيدون الكذب ولبس الأقنعة التي تتناسب مع كل مرحلة..!! أن المصالح الشخصية هي السائدة في الوقت الحالي وسيكون كاذباً من يدعي بأنه يبحث عن إستعادة الجنوب أو يبحث عن مصلحة الشعب فتلك الإسطوانة باتت نغمة نشاز لم تعد تصلح للعزف عليها مجدداً فلقد أكتشف المستور مهما حاولوا إنكار ذلك..!! المصالح الذاتية هي الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ والقيم..
لا أخفيكم سراً بأن ما جعلني أكتب هذا المقال المتواضع والذي لم يأتي من فراغ بل هو نابع من تجربة لأشخاص أرهقونا كثيراً بأسلوبهم المزيف وكلامهم المنمق ..فلقد تمادت هذه الفئة الشاذة في ممارسة الأساليب القذرة من خلال تسويق كذبها لمآربها الشخصية فعلى سبيل المثال هنالك من تجده يهاجم الحكومة الشرعية ويتهمها بالفساد بينما تجده يمارس الفساد بأبشع صورة من خلال إستغلال منصبه في تناقض واضح وفاضح فسحقاً لكم أيها الكاذبون وتباً لمن يبيع كرامته وأخلاقه من أجل الفلوس التي تبيع النفوس..!!
هؤلاء الشرذمة والمرتزقة الذين يمتهنون الكذب ولديهم المهارة والقدرة على لبس الأقنعة الزائفة.. نقول لهم كفى أرتزاق.. كفى تصنع للنزاهة والمثالية يا أكلوا السحت.. المشكلة تكمن بوقاحتهم رغم إنهم بانوا على حقيقتهم بينما تجدهم مصرون على الأستمرار في تمثيل دور الأشخاص الشرفاء هكذا وبكل وقاحة وقلة أدب..لذلك أنصحهم بالتوقف فوراً فلقد سقطت أقنعتكم الزائفة.!!