قبل أن يُسلم، كان الشاعر ابن الشاعر كعب بن زهير بن أبي سلمى يهجو رسول الله عليه الصلاة والسلام، فتجهّمته الأنصار الأوس والخزرج وتوعّدوه بالويل والثبور دفاعاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وبعد فتح مكة، خاف كعب على نفسه فذهب إلى المدينة يستأمن رسول الله فجلس بين يديه وهو لا يعرفه وطلب منه الأمان ثم أخبره أنه كعب بن زهير، فقفز رجال من الأنصار يستأذنون رسول الله في قتله، فأبى النبي عليه الصلاة والسلام وأعلن كعب إسلامه ثم قال قصيدته المشهورة “بانت سُعاد”، ومدح فيها المهاجرين وعرّض بالأنصار لتهديدهم له ومنها قوله:
يمشون مشي الجمال الزُّهر يعصمهم ضربٌ إذا عرّض السود التنابيلُ
فقال له رسول الله: لو ذكرت الأنصار بخير، فإنهم أهلٌ له.
وبعد أن عرفهم كعب وعايشهم ورأى افعالهم وأقوالهم، قال فيهم قصيدة رائعة من أروع ما قيل في المدح ومنها قوله:
من سرَّهُ كرم الحياة فلا يزل في مقنبٍ من صالحي الأنصارِ
تزن الجبال رزانةً أحلامهم وأكفُّهم خُلفٌ من الأمطارِ
المكرهين السَّمهري بأذرعٍ كصواقل الهندي غير قصارِ
والناظرين بأعينٍ مُحمرَّةٌ كالجمر غير كليلة الأبصارِ
إلى أن قال:
صَدموا عليّاً يوم بدرٍ صدمةً دانت لوقعتها جميع نزارِ
ورثوا الزعامة كابراً عن كابرٍ إن الخيار همُ بنو الأخيارِ
صدموا عليّاً: يقصد بني علي بن كنانة، ومنهم قبيلة قريش