إن الخضوع لفكرة تقسيم اليمن طائفياً شر محض لسببين بديهيين هما: الأول: أن اليمن لم تكن حاضنة أو مرتعا لمذهب الشيعة الطائفي فمذهب الزيدية المنتشر شمال اليمن بعيد كل البعد أن جوهر التشيع المغالي والمتطرف. الأمر الثاني: أن التقسيم يعني التوطين والتسهيل لفكر التشيع الدخيل في اليمن، وترك مساحة من الحرية له كي ينتشر ويتغلغل ويستشري في المجتمع اليمني البعيد كل البعد عن هذا المذهب لكن بوجود العمل على قدم وساق في إنشاء حوزات وجامعات في صنعاء تدرس المذهب الاثني عشري وتقيم شعائر الشيعة وتحيي مظاهرها بين عامة الناس كالاحتفاء بيوم الغدير وعاشوراء وإقامة الحسينيات واللطميات وكل تلك المظاهر المستوردة من إيران على شعب يجد في كل شيء متنفس للتقليد فما بالكم لو كان فيه ترغيب وترهيب لاتّباع هذا المذهب. تقسيم اليمن بترك النفوذ الحوثي ينفرد بشمال الوطن هو الخطر الذي سيكتسح حتى المملكة العربية السعودية وكل جزيرة العرب، وسيحدث نفس المسلسل الدامي الذي نراه في العراق وسوريا ونستبعد حدوثه لدينا بحجة أنه لا طائفية في اليمن. نعم لم يكن هناك طائفية لكن العمل على وجودها يسير على قدم وساق والفرص مهيئة جدا بسبب السلالة الهاشمية المتغلغلة في النسيج اليمني، ولأنهم فيما مضى حكموا اليمن فسيلجأون لكل الطرق وأبشعها للعودة للحكم ولو عن طريق إيران وتشيعها ولقد صرحوا بهذا في أدبياتهم المختلفة. سنجد أنفسنا في اليمن الحبيب ضحية لهذا التقسيم الذي سيفرز الوطن إلى منطقة شيعية وأخرى سنية، ولن تنتهي مأساتنا هنا بل ستبدأ فصولها الفعلية. وهي فصول رأينا ملامحها وملاحمها في العراق وسوريا وكل منطقة وطأها التشيع، مأساة ليست خافية أو مجهولة للكثيرين بل هي بارزة كالشمس في كبد السماء، ولكننا ننساق نحو هاويتها مكممي العقول والتصرف. إن الأمر الذي استبعده البعض لاستحالة حدوثه في بلد كاليمن صارت أماراته واضحة ومخيفة، فتحت دعوى القبول بالآخر وشعار الوطن يتسع للجميع، نحن من يتيح الفرص لتغول جماعات لن تسمح لنا بالبقاء أو الحياة. إن مقاومة وطرد حاملي أي فكر عنصري سلالي بنظام أمامي هو السلام الذي ننشده لوطننا، وهو ليس إلغاء للآخر، فهذا الآخر معروف أنه لن يقبل سوى وجوده الوحيد على أي أرض وسيعمل على إبادة كل سني أو مخالف مهما رضخ الآن لأي فكرة تسوية تنتجها المفاوضات. لا يوجد أمامنا من حل سوى المقاومة وإنهاء الحركة الحوثية الإمامية بكل أباطيلها وخرافاتها كي ينعم الوطن بسلام حقيقي، وكي لا نقع فيما وقعت به من سبقتنا من دول. وإذا الشعب يوماً اراد الحياة، فلابد أن يطهر أرضه من جماعات تقتات من استعبادها له.