سياسات تدمير الشرعية اليمنية

عبدالوهاب طواف
السبت ، ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٥٤ مساءً
مشاركة

قبل شهر كان موعد إعلان تشكيلة حكومة د.معين عبدالملك، وبسبب تعنت المجلس الإنتقالي في مايخص الجانب العسكري تم تأجيل الإعلان. في اعتقادي أن الأمر كان مخططاً له، فالجميع يعلم أن الإنتقالي هو صنيعة الإمارات، ولا يمثل الثقل السياسي أو الديموغرافي للجنوب. صُنع الإنتقالي، وبه تم عرقلة عودة الرئيس هادي وحكومته، وعبره تم السيطرة على سواحل وجزر المحافظات الجنوبية؛ وبمبرر مايسمى "بالتخلص من جماعة الإخوان المسلمين" في الشمال، هناك جهود إماراتية تُبذل للإبقاء على مليشيا الحوثي في الشمال.

تم استغلال إفرازات ماحدث في 2011م بين القوى السياسية اليمنية، وعبر المال السياسي نجحوا في تعميق الخلافات بينهم بدلاً عن تضميد الجراح، واجهضوا كل مساعينا لصهر إمكانيات تلك القوى في خندق معركة استعادة الدولة.

اليوم هناك تعمد لإطالة غياب الدولة عن المناطق المحررة، بتأخير تشكيل الحكومة وعرقلة عودة الرئيس، لخلق مزاج شعبي رافض ويائس من صلاح حال الشرعية، تمهيداً لنزع شرعيتها الوطنية والدولية، وهناك رغبة إماراتية لإسقاط مأرب.

الحكومة اليمنية وجميع القوى السياسية اليمنية، وبدعم سعودي، كانوا يأملون ويعملون من خلال إتفاق الرياض لإحتواء جميع القوى السياسية والقبلية والعسكرية المعارضة للمشروع الحوثي الإيراني في اليمن، تحت مظلة الشرعية؛ إلا أن الإمارات كان لها رأي آخر نقيض، فلم تكن مقتنعة أو مهتمة بدفع المجلس الإنتقالي للعودة للعمل تحت لواء الشرعية، بل تقاسمها، فكانت ترتب لاختطاف نصف الشرعية للإنتقالي، ليسهل لها تنفيذ اجنداتها ضد المصالح اليمنية، بغطاء الحكومة المعترف بها دولياً.

في لقاءات الأخ عيدروس الزبيدي والأخ شلال مع زوارهما في الريتز، يتكلموا أن دولة الجنوب صارت على الأبواب، وأنهم اتخذوا سياسة خذ وطالب، وتقدم وفاوض، وأنهم على قناعة أن الجنوب لن يعود إلا في ظل استمرار سيطرة الحوثي على الشمال، واستمرار ضعف وتشرذم وتشرد القيادات الشمالية في الخارج...

للأسف هناك إصرار على الانفصال بمقاييس لن تلبي حاجات وآمال كل أبناء المناطق الجنوبية، ولن تؤسس لدولة في الجنوب، وهناك دعم خفي لعرقلة الشرعية من العودة إلى عدن تمهيدا لتسليم الجنوب للإنتقالي، وشرعنة بقاء الحوثي في الشمال.

هناك من يعمل على ترك الكتلة الجغرافية الجبلية والسكانية الوسطى للشمال ( إب، ذمار، صنعاء، حجة، المحويت، عمران، صعدة) في حالة حرب اِستنزافية بين الإصلاح والحوثيين، مع سيطرة الإمارات على سواحل وجزر اليمن، في اعتقاد أنهم بهذا سيتخصلون من الحوثي والإصلاح، متجاهلين جُرم تلك السياسة على الشعب اليمني في تلك المناطق. على كلاً، وحسب متابعتي للأمر، هناك جهود وطنية تُبذل بعيداً عن الإعلام، لصياغة مشروع إنقاذ وطني جامع، يتلافى اِنهيار جبهة اِستعادة الدولة اليمنية، خصوصا أن المشهد السياسي والعسكري كارثي بكل ماتعنيه الكلمة.. نسأل الله حُسن المخرج وصلاح حال الجميع.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك