أصدرت عصابة الحوثي كتابا أسمته " فتنة ديسمبر " ، أرادت من خلاله تحويل الأنظار عن الواقع المأساوي للشعب اليمني القابع تحت سيطرتها ، وفي الوقت نفسه تريد تحويل انتفاضة الجمهوريين على الإمامة إلى فتنة وإسقاط روح الانتفاضة وإطفاء جذوتها ، خاصة بعدما فشلت من خلال القيادات المؤتمرية التي تحوثت في قتل هذه الانتفاضة التي يزداد أوارها وتنتظر من يقودها .
حاولت بكل السبل أن تعبي الكتاب بالوهم وتشوه صورة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح وتقلب التاريخ ، لكنها في كل حرف كانت ترسمه وكل جملة تسطرها في هذا الكتاب إنما كانت تشير بها إلى نفسها ، فهي تعتقد أنها تقف أمام شعب جاهل لا يدرك ولا يميز أبسط مقومات الحقيقة ، ولا يفقه في شئون السياسة شيئا ، كما لو أنه شعب بلا ذاكرة يمكن أن تلهيه بسهولة بحيث يحول أبطاله إلى أقزام وأقزامه إلى أبطال .
وهي تتحدث عن العمالة إنما تشير إلى نفسها وإلى تبعيتها لإيران ومن ورائها أمريكا وإسرائيل ، وحديثها عن العدوان يؤكد أنها ليست سببا في العدوان على اليمن فحسب ، بل هي جريمة قائمة بذاتها من حيث كونها فكرة وممارسة وأفراد ، والاستنتاج الذي تريد الوصول إليه هذه العصابة هو استنتاج غاية في السطحية ولا علاقة له بالحاضر والمستقبل بل هو حكم أقرب إلى عمى الضمير الأخلاقي وانسداد الرؤية التاريخية .
إنه اتهام المرعوب وهو في الوقت نفسه اتهام من قبل جماعة مصابة بمرض مزمن اسمه علي عبدالله صالح ولن تستطيع الخلاص منه ، فهو حاضر في صحوها ومنامها ،بل يسكن في داخل كل واحد منهم ولن يستطيعوا الخلاص منه ، سيظل يرعبهم وهو ميت مثلما أرعبهم وهو حي .
ستظل هذه العصابة نكرة لا قيمة لها إلا بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون بأن الأشباح قادرة على الحياة أكثر من اليمنيين الحقيقيين الموجودين في عالم الحقيقة ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، ماذا سيكون رد أحمد علي عبدالله صالح على كتلة الحقد وكمية الكراهية المصبوبة في هذا الكتاب بوصفه ابنا لصالح أولا ونائبا للمؤتمر ثانيا ، وأعتقد أن العقوبات هنا ليس لها دخل في أي رد يجترحه أحمد علي في الدفاع عن أبيه وعن رئيس حزبه ؟ فإذا كان الأب والرئيس قادرا من مرقده أن يثير الرعب فيهم ، فمتى الابن والنائب يثير مثل هذا الرعب من صحوه ؟