خيوط اللعانة ..

ناجي الحنيشي
الاثنين ، ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٣٣ صباحاً
مشاركة

كشف فلم خيوط العمالة الذي بث تلفزيونيا مؤخرا زاوية من زوايا المعركة الدائرة منذ ما يقارب الستة الاعوام، بما تعني من فشل ونجاح على ضفتي راهن الصراع من جهة ،ويزيح الستار عن أحد ميادين المواجهة بين الشرعية والانقلاب ومقدار جدارة كاسبها من جهة أخرى .

اكتشاف الخلية المعادية خطوة مهمة وإن جاءت متأخرة، غير انها قبل ان تكشف عناصر الخلايا الاستخباراتية المعادية التي زرعُت في اماكن حساسة تابعة للشرعية، ابانت حقيقة مغيبة، مفادها ان أجهزة استخبارات الشرعية التي تم انشاءها، لم تكن على مستوى المسؤولية المفترضة بها، فعلاوة على انها اجهزة هشة وعديمة الخبرة، فقد انيطت بها مهام ربما تركت الباب مواربا للعدو وتحركاته وانشطته السرية، مما احدث هذا القدر من الاختراق العميق وسهل تنفيذ عددا من الضربات الموجعة سوأ عسكريا او مدنيا .

المعلومات التي كشفت مهمة وخطيرة وما نجم عنها كارثي، لا يجوز التقليل منها ومن اثارها باي حال من الاحوال، ويفترض بل يتوجب ان يدفع كثيرون ثمنا لها، وفي المقدمة أولئك الذين تولوا مهام على قدر من الاهمية والحيوية وهم غير جديرون بتوليها ، فهم حتى قبل فاعلي الجريمة ، مسؤولون مسؤولية اخلاقية مباشرة في هذا الجانب، وهنا بالذات علينا عدم اغفال ان الفترة التي بدأت فيها انشطة الخلايا المعادية التغلغل عميقا رافقها تشديد وتضييق واعتقال لذوي المعلومات المتواترة عن تلك الانشطة في مفاصل المؤسسة العسكرية وكذلك ناقدي الاختلالات والاخطاء في الشرعية، سوأ كانوا مدنيون او عسكريون ، كثيرون عانوا وليسوا اعداء، في ضل صمت قيادات الجيش العليا والقيادات الشرعية ذات الاختصاص المباشر ، الوحيد الذي ربما أبدى قدر من المسؤولية في هذا الجانب هو وزير الدفاع، فقد قيل يومها بانه أخذ على محمل الجد المعلومات والاطروحات القائلة بوجود خلايا معادية في المؤسسة العسكرية، كما وعمل على منع الانتهاكات التي كان يتعرض لها الناشطون بسبب اطروحاتهم في هذا الشأن .

نعم الكشف الأخير مهم، لكن الاهم منه مقدار الاستفادة مما حدث، لتجاوز السلبيات واحلال الايجابيات عوضا عنها، وفي هذا الصدد يتوجب اجراء تحقيق تقييمي لأنشطة الاستخبارات ومدى توفر معايير الكفاءة والمهنية في التعينات، وفي ذات الوقت معرفة اوجه الأخطاء والقصور والثغرات التي نفذ منها الخصوم، ومحاسبة المخلين بواجبهم دون رأفة او مهادنة .

وليعلم الجميع أن الخيوط ستبقى حاضرة على الدوام ، طالما وجد النساجون...!