قبل أيام قادني الفضول الى صفحة حسين الأملحي في الفيس بوك ، لأول مرة سمعت فيديوهاته من باب أخذ نظرة كلية عن السفالة المتمثلة بشخص مثل الأملحي ولكن وجدته في كل منشوراته وفيديوهاته ينال من دبجي الجماعة ، نعم سماه الدبجي ، يليق الاسم به كثيرا ، ويقصد به محمد علي الحوثي واجهة الجماعة المتوحشة
هالني نبزه لمحمد ، فأنا مثل سواي أعتقدت بالهالة التي تحوط الجماعة في ذروة تسيدها وأنهم مهما حدث تخيلت حفاظهم على بنية الجماعة لكن الغريب مدى جدية الصراع بين أقطاب كثيرة ، ليست قطبان فقط ، داخل مكون المليشيات ، فالى جانب ما يسمونهم أعلام الهدى ممثلون بالسيد ومن لف لفته ، هناك الجانب الهاشمي الأخر في البنيان المليشاوي ، أمثال المتوكل ، والعماد ، والشامي ، وهؤلاء لديهم رؤية مختلفة ومظلومية بني برم الدين كما سماهم الأملحي الذين منعوهم من أحقية الامامة منذ قرون ،
لنعود الى ما قبل 62 , ولنقرأ كتاب " رياح التغيير في اليمن " لأحمد محمد الشامي ، الثائر المزيف ، الذي أنخرط مع الأحرار ضد الإمامة المتوكلية ليس ايمانا بالجمهورية بل كرها ببيت حميد الدين وقد أخفى على الأحرار نيته الممثلة بالتخلص من القطب الامامي الأخر لصالح قطبهم المظلوم وقد كتب كتابه للنيل من رموز سبتمبر ولاثبات حقهم في البقاء أعلى السلطة فقط بوجه أخر أعتقد انه سيمثله فلما فشل أسس التنظيم السري بعد الثورة مما أنتج لنا هذه الجماعة التي أسقطت الجمهورية ولم تسقط معها الخلافات الهاشمية التي تبزغ كل فينة وتحاول الجماعة ممثلة بزعيم المليشيات احتواء، بل مداراة الخلاف ، كيلا نستفد من ثغرة صراع الأجنحة المليشاوية
قبل فيديو الأملحي بشهر ، برزت الخلافات العميقة ، لدي صديق في الفيس بوك اسمه مالك المداني ، قلمه جميل ، حصيف ، ويؤيد الجماعة بشكل مفرط ، لكنه فجأة كتب مقالا سلسا يعري رمزية الانصار بشكل وهمي وهم فقط من لهم صلة بالأمر يفهمون ماذا يقصد ، أردت القول من يقصد ، لكنها الصورة الكلية واضحة عن خلافات في بنية الجماعة ، وتوقف المداني ذو الشهرة الكبيرة والقلم الباذخ عن كتابة شيء وفتح صفحته للاشارات فقط ، لكن فيديو الأملحي أوضح لي الكثير والكثير من علامات الاستغراب حول التمزق المليشاوي في الآونة هذه
حسناً ، كان هناك صراعا خفيا بين الدبجي والصماد ، وأنتهى بقتل صالح الصماد ، وطه المداني هناك شبهة في مقتله كما في شقيق عبدالملك الحوثي وكما يعرف أن الصراع يشتد بين عبدالخالق الحوثي ومحمد علي الحوثي الى الحد الذي يتحدى محمد علي الحوثي سلطة عبدالملك بازاحته ، أضف الى ذلك تيار المشاط والذي يعاني من تدخلات الدبجي كما عانى الصماد وبهذه النقطة تقف سفالات الأملحي الذي يؤيد المشاط ويقف جنبا بجنب ويكافح مع بيت العماد ليكشف كم أن الخلاف بين الحوثيين فالسيد في وربما، قلت ربما ، المشاط في جهة
حذف الأملحي الفيديو الذي شكل حديثا عارما في السوشيال ميديا ، نعم ، لقد أتهم آل برم الدين بالفساد وأن الأنصار ، لاحظوا قوله ، لم يقاتلوا من أجل استبدادهم ، وهذه النقطة المثيرة التي فك الأملحي بين عرى السيد والأنصار تقول بما فحواه أن الحوثية ليست عبدالملك فقط ، وأن هناك جناح أقوى ، هو ارتكاز الجماعة والا لما جرؤ على بثه المباشر الذي نتحدث عنه ، فالمعطيات تشير الى طحن عضم بين السلالة ببطونها المختلفة ، وشعورهم بنشوة النصر جعلتهم يبدأون الفرز البطني والأحقية والغنيمة ، فأسامة ساري بترميز على وسائل التواصل دعا الى مظاهرات ضد المشار اليه برمز وتحدث عن القضاء الكهنوتي وطالب بمحاسبة أذرع الجماعة المليشاوية
ليس اشادة بالأملحي ، هو مجرد ورق تواليت تمسح به الجماعة جيفتها مثله مثل من سبقوه ، فلم يحتمل الأملحي وهو أشد من قبل ركب السيد ودن له طغيانهم ، فمن المذهل حقا أن تصدر تلكم الاتهامات لزعامة الجماعة من انسان في أقصى مراحل العبودية وله تأريخ حافل بالدونية ويؤمن بالسيد المزعوم ايمانا كاملا وتراه يتحدث عن زعيم المليشيات بتلك الطريقة ، فلو صدرت من سواه لما شكلت فارقا ، اذ طعنة بروتوس شكلت فارقا لا زال يتحدث عنها العالم حتى اللحظة
رمى يوليوس سيفه وصرخ حتى أنت، حتى أنت يا بروتوس ، اذن فليمت القيصر ، قال فليمت وقد عارك خمسة من كبار المجلس الاستشاري ولم يستسلم وكان يستطيع النجاة لكن متى كانت الطعنة من بروتوس فليمت اذن يوليوس قيصر الذي دوخ العالم ودس أفريقيا في جيب روما وجلب ملكة مصر كليوباترا زوجة له ، ليمت متى كانت من أقرب الناس عليه ،
ربما هذا مجازا غير موفقا فلا السيد يوليوس وسواه ليسو بروتوس ، هم أحط بألف مرة منهما ، من طاغية روما ، ومن الخونة ، لكن يوليوس لم يتوقعها من بروتوس ، ونحن لم نتوقع من عبد سطوره في التذلل ذلك الكلام كلامه صدر من صدر واثق ، يثق كل الثقة بمن خلفه ، ويثق محمد على الذي سماه الدبجي بنفسه ، ويثق السيء بهالته ،
لكن ضحايا تلك الثقة القاتلة هم " زنابيل " الوطن ، لم يتمعنوا بالنظر للخلل القائم الذي ينخر السلالة ، فكل سلالة مهما تعالت لديها هذا الخلل ، فما بالكم بسلالة رضعت السفالات وتسوق الناس بالطغيان ، فالملك السلالي لا يصمد الا بالتخلص من الأقربين ، هذا ديدن العروش الرمادية ، منذ ملوك العتمة ، الى تيجان أوروبا ، وباب العثمانيين العالي ، فهل تنجو من هذا المصير مجرد عائلة كبرت بالقتلى ؟