هذه رسالة وصلتني من أحد العاملين في محل صرافة، نقل خلالها أوجاعه جراء ما يشاهده ويلمسه، خلال عمله، من معاناة لأولئك الكادحين، العاملين على باب الله، وما يتعرضون له من ظلم وظيم بسبب ما يخصم عليهم من عمولة التحويل، التي تجاوزت مؤخرا أكثر من 50% من قيمة المبلغ المحّول..
أنقلها لكم كما وصلتني منه:
أريد أن تصل هذه الكلمات، التي شاء الحظ لصاحبها أن يشهد يوميا وجع عمال وشقاة كادحين بالحرف اليدوية، كالبناء وتكسير الحجارة، ومزارع القات، وعربيات البطاط في الأسواق، وأصحاب البسطات على أطراف الشوارع في المدينة..
هؤلاء الذين أتوا من عدة محافظات للعمل في المنطقة التي أسكنها، كونها تزرع القات بكثرة، وكذلك سوقها فيه حركة مطردة، لذا نجدها غاصة بالعمال البسطاء من كل المدن..
هؤلاء المساكين يقومون بتوفير مبلغ خلال الشهر، ما يقرب من 100 الف ريال تقريبا، وبعضهم النصف وبعضهم أقل من ذلك..
المؤلم أنهم يأتون إلى محل الصرافة، حيث أعمل، ونسبة عمولة الحوالة اليوم من مناطق الشرعية الى مناطق سيطرة الحوثيون تصل 56.5%..!!
أنا موظف هناك أشاهد كل يوم عشرات الحوالات لهؤلاء العمال فقط، وأشهد الله أنهم يذرفون الدموع وهم يقومون بالتحويل إلى أسرهم في المناطق البعيدة..!!
يجمع العامل الألف الريال بشق النفس؛ يتكبد أسوأ حال؛ من جوع ومهانة واغتراب داخل بلده، ويقوم بتحويلها لأطفاله مصاريف ضرورية، فلا تصل إلا أقل من النصف..!!
هناك حكايات مؤلمة تحدث أمامي كل يوم؛ حكايات لفرط مأساويتها تخنقك وأنت عاجز عن فعل شيء أو مساعدة أحد..!!!
ما ذنب هؤلاء البسطاء، حين يضربهم الغلاء، وهبوط العملة..؟! هذا الهبوط غير المعقول!!.. وما ذنبهم حين يسلّمون كل ما يتحصلونه إلى أيدي هؤلاء الطغاة..!!
أعرف أن الكتابة حول هذه المشاهد لا تقدم أو تؤخر؛ لكنني تمنيت إيصال وجع هذه الطبقة، والظلم الذي يسلخ جلودهم دون رحمة، إلى أسماع أولئك الذين ينامون على آذانهم في الفنادق دون أدنى شعور بالمسؤولية نحو هذا الشعب الذي تملكوا زمام أمره..!!
لا يمكن لي، أو لك، القيام بأي أمر من أجل هؤلاء العمال المساكين، سوى أن نشعر بما يشعر به صاحب المُتر (الدراجة النارية)، أو بائع الشبس على مدخل السوق؛ بما يشعر به عمال اليومية الذين يفترشون الأرصفة طوال ليلهم، ويكدون في أعمال شاقة طوال نهارهم، وفي النهاية يؤخذ رزقهم البسيط جبايات باسم رسوم التحويل..!!