الطائر عندما ينكسر جناحه لا يستطيع الطيران فيبقى بالأرض يسير هائم على قدميه يبحث عن رزقه وفي منطقة محددة لا يستطيع الهروب من المخاطر ويحاول تجنبها ويتأقلم مع الحيز الصغير الذي يعيشه بسبب إصابته التي منعته من التحليق والطيران والتنقل بين الأشجار والقمم والمباني ويحاول أن ينوع مصادر رزقه فلا يتقيد بمكان واحد ولن يجد من يساعده أو يسانده من أقرانه من الطيور بل سيبقى وحيداً لأنه لا يطير مثلهم
وهذا ما يحدث للبشر الذين يتبرئون منك ولا يعرفوك عندما تقع من الكرسي لأن تقربهم إليك ليس لشخصك بل كان للكرسي وكذلك كل من يرتفع دخلهم فجأة وهم كانوا يتمنون الدرهم الواحد بما معناه "غنى بعد فقر" أو جمعوا أموالهم بطرق غير مشروعة هؤلاء دوماً وأبداً أبخل وأنذل القوم فلا يعرفون صديقهم القديم أيام الفقر
وبما أننا بشر ونخاف الله تعالى فهناك من يعرف أن هذه سنة الله بالأرض وأن بقاء الحال من المحال ولا دوام إلاّ لوجهه تعالى أما نحن جميعاً فسنزول آجلاً أم عاجلاً إلا كل مختالاً فخورا فهو لا يؤمن إلا بعظمته التي كما ذكرنا أوصلته لأن يتكبر على عباد الله وخلقه بطرق (.....) لا يقبلها الشرفاء والكرماء بأخلاقهم قبل مالهم
وكما هي الدنيا لا تبقى لأحد فالمُلك كذلك لا يبقى لأحد فكلُ من عليها سيفنى ويموت ولنا في العشر سنوات الأخيرة والقريبة الكثير من الملوك والرؤساء ورجال الأعمال الذين كانوا يتعالجون بأرقى مستشفيات العالم ولهم حراسات ويتنقلون بطائراتهم الخاصة ولن نقول موظفيهم بل أقرب المقربين لهم لم يترحموا عليهم بعد وفاتهم لأن همهم هو المال فإن إستفادوا بحياتهم ومن بعد مماتهم فممكن أن يترحموا عليهم وقت الجنازة أما بعدها بأسبوع فقد نسوهم واهتموا بأمور حياتهم
لذا نحن البشر من بسطاء القوم كذلك نسير بالدنيا على نياتنا ولكل إمرءٍ ما نوى رغم أن الوجوه المبتسمة بإبتسامه صفراء وتظهر أسنانها لنا فهم كُثر وعندما يتركونا تجدهم يتحدثون ويقولون عنّا ماليس لنا به من ناقة ولا جمل لأن نيتهم سيئة وهؤلاء من تجدهم بالصفوف وبالحلقة الأولى لمسئولينا وحكامنا كشعوب عربية وعالم ثالث
لكن الدول المتقدمة والصناعية لن تجد هذا بل لديهم الحرص والتحري بنتائج الأعمال التي يتسابق كل شخص منتمي لشركته أو وطنه موظف أو مسئول حكومي وتجدهم يرتقون يوماً بعد يوم ويهتمون بالتطوير والإنتاج لأن كل من حولهم بالحلقة الأولى لا يتنفسون النية السيئة مثل العرب بل هم يبدعون بتميزهم فتجد شخص بسيط يعمل ليل نهار لدى الغرب في أحسن حال وأعلى المراتب وعند العرب تجده منهك ومغلوب على أمره ولا يجد قوت يومه أما المنافقون ونقالي الكلام هم المستفيدون ويتربعون بأعلى المناصب
فمتى ومتى سيكون مسئولينا لديهم النظرة للنتائج الإيجابية وليس للقيل والقال وها نحن سنبدأ سنة جديدة نسأل المولى عز وجل أن تكون سنة 2021 سنة خير وبركة وسلامة واستقرار وأمان وتطور وتنمية لبلدنا خاصة وبلدان العالم الثالث ودول العالم عامة "ونستبدل الكمامات بسدادات للأذنين" وليست لأذن واحدة
وخاصة أن عام 2020 إنتهى بكل مافية من سيئات وعدم إستقرار وتدهور بالإقتصاد وانتشار الأوبئة وكثرت فيه الأخبار المزعجة إلا أن ديسمبر 2020 أرسل لنا مفتاح باب السعادة باستخدام لقاح كورونا ونمو جناح جديد للطائر بدل عن جناحه المكسور الذي نسأل الله تعالى أن يطير ويحلق به الطائر من جديد خاصة وأن جناحة الجديد قوي ومتنوع الريش الذي يمكنه التحليق بكل قوة أفضل من الجناح الآخر الذي لم يصب بأذى لكنه متهالك لقدم ريشة ومفصلة الذي يحتاج تجديد وهنا نستذكر أغنية الفنان أبوبكر سالم الله يرحمه ويغفر له
يا طير يا ضاوي إلى عشك قلي متى باضوي أنا عشي مليت شفني هذي العيشه قلبي من الفرقاه كما الريشه
وكذلك عندما خلق الله عزّ شأنه الطيور فقد أوجد مادة شمعية فوق الريش حتى لا يبتل الطائر ويستمر بالطيران قال الله تعالى في كتابه العزيز وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ. “سورة النمل” آية (88)