أليست هذه الفتاة هي اليمن؟

عبدالسلام القيسي
الاربعاء ، ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٤١ صباحاً
مشاركة

مِن عُمق صنعاء، من وسط الظلام الماد قدميه بدموية تترنم هذه الفتاة وتغني، يعزف هذا الفتى ويردد: صنعاء حسبك يا ابنة الحسبِ. صنعاء لا غير.. صنعاء العروبة.. لم يكتب التأريخ صنعاء فارسية ولم يقلها صنعاء عصملية بل قال بقلمه وبصوت العرب، كل العرب: يوم التفاخر شامخ النسب. نسبنا نحن يمانية الماضي والحاضر، نحن الذين سنسترد التاج، مهما حدث، من دهاقنة الوقت الملطخ بنيران الساساني. هذه البُنيّة ثورة.. هذا الرجل اسمه النضال. ومهما كان وسيكون يعود الحق لأهله.. سوف نعود.. كما عدنا أول مرة وثاني مرة وثالث مرة وألف ومليون مرة. عدنا من السند الى صنعاء ومن الهند ومن البرانس.. فاليمني لا محالة يعود. بربكم، هذه الفتاة أليست اليمن؟ لها صوت المناجل وهي تؤسس صنعاء.. له همة البناة وهم يشيدون غمدان.. ولهم فسحة الزمن من صنعاء الى عدن رغم أنف وأذن وفم الدخلاء من خلف الماء المغبر بذكرياتهم. رغم أيرلو صنعاء تثور. لصنعاء ألف طريقة وطريق.. طريق الله والجمهورية.. وطريق عدن.. وطريق مأرب.. وطريق الساحل الغربي.. وهؤلاء طلاب الأخيلات المنبثقة كالجبال رغم المنع ورغم الكبت والظلم لهم طريق من صنعاء الى صنعاء، ومن صنعاء الى كل طيف عربي. فالعرب، كلهم، في صنعاء. من الرياض منتصف العاصمة الى الجزائر والى القاهرة في الدائري تتصل بتونس ومن المنامة قبلما الرشيد الى حي الكويت حيث زرعت القرون كويت العرب ثم تمر بلمحة العرب في العودة الى حيث بغداد بسحنة المنصور. وعد الماضي والحاضر: سوف ترحلون. سوف يرحل حاكمكم الأصفهاني الى خيبته. لن نترك أميرات صنعاء ورجال الصهيل وطلعات الشموس للغرباء، والله لن نتخلى. (شكرا للفنان عمار الشيخ والفنانة آيات عمار الشيخ).