يتركون اللص عبد الملك الحوثي ويطاردون العشاري

د . عادل الشجاع
الثلاثاء ، ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٣٦ صباحاً
مشاركة

أراد المولعون بالعبودية أن يدافعوا عن قتلة الشهيدة ختام العشاري مبررين أنها ماتت من الخوف بسبب اقتحام منزلها ، ولو كان هؤلاء المغموسين بالعبودية يعرفون معنى الكرامة لأدانوا حتى هذه الواقعة ،لكن طبيعة العبيد تحتم على أصحابها الدفاع عن القتلة والذود عنهم ، ويستمتعون بعبادتهم العجل ويتمسحون به كلما أصدر خوارا من الشاشة المعلقة بالجدار .

أما البعض الآخر من العبيد ، فقد ذهب إلى أن الشهيدة ختام ماتت متأثرة بضيق التنفس ، وأن القتلة لم يفعلوا شيئا يخالف القانون فقد كانوا يبحثون عن زوج الشهيدة محمد العشاري المتهم بالسرقة ، وأن الأطقم قد خرجت مرات عديدة للبحث عن اللص الذي شغل العدين بأكملها .

يحاول العبيد إيجاد مبررات لتمرير الجريمة والدفاع عن القتلة ، ومن يدافع عن القتلة الإرهابيين فهو شريك لهم في جرائمهم ، ولن تنطلي على اليمنيين إلصاق تهمة السرقة على العشاري لتكون جسرا لتبرير قتل زوجته أمام أطفالها .

وإذا سلمنا جدلا بأن العشاري سرق ، فقد سرق عبد الملك الحوثي من قبله ، سرق خمسة مليارات دولار من البنك المركزي ، سرق مرتبات الموظفين لست سنوات ومازال يسرقها ، سرق التجار وسرق الأفراد وسرق دور العبادة وحولها إلى بيوت لتعبئة الأفكار المشحونة بالحقد والكراهية ونسف قيم الحب والخير والجمال .

فإذا أردتم محاسبة العشاري على السرقة ، حاسبوا أولا اللص الكبير عبد الملك الحوثي وأكثر من ١٣٠٠ لص ممن يزعمون أنهم عيال الله نعرفهم بالاسم ونعرف كم سرقوا ولن نفلتهم اليوم أو غدا وهي وصية للأبناء بأن يأخذوا هذا الحق ولو بعد حين .

نقول للصادقين والمنافقين الساذجين منهم والطائفيين ، بأننا سنجعل من جرائم القتل والاغتصاب وتفجير البيوت وتحويل مساجد الله إلى مراقص وبيوت للسكن قضية أخلاقية وطنية وإنسانية من ثوابت القيم الوطنية ليمن المستقبل لا تقل فضاعة عن الجرائم التي ارتكبها التمييز العنصري في جنوب أفريقيا والتي ارتكبت بحق المسلمين في روندا .

لن تسمح لنا ضمائرنا أن نرتاح أو تنام عن ملاحقتكم إلى الأبد ، مثلما كنتم تفكرون أنكم ستحكمون إلى الأبد ، ولن نسمح أيضا لضمائرنا أن تقبل باسم أي ادعاء وطني أو إنساني أو تصالحي لأحد يطبع مشاعرنا مع العفو والتسامح مع الذين قتلوا النساء والأطفال وزجوا بالأحرار في السجون والمعتقلات .

بعد مضي ست سنوات من الحرب التي صنعتها هذه العصابة دون أن تراجع علاقتها باليمنيين ، يعتبر كل من يتداول خطاب السلم مع هذه العصابة والمصالحة معها ، سيحاكم قضائيا وأخلاقيا كعنصري طائفي حاقد ، وإلا فإننا لا نستحق الحرية ، فدم اليمنيين لا مساومة عليه تحت أي مسمى ، فهو قضيتنا ، وإلا فقدنا الحس الأخلاقي لوطنيتنا واستحقاقنا أن يكون لنا وطن حر وكريم ، والأيام دول والنهاية قريبة .

ما سرقته عصابة الحوثي الإرهابية خلال الست سنوات الماضية يوازي ميزانية اليمن لعشرين عام على الأقل وينقل الشعب اليمني من حالة الفقر إلى حالة الرخاء ، إن شبكة اللصوص الحوثيين أكبر من شبكة الصرف الصحي ، سرقوا الوطن والدين والتاريخ ولقمة العيش وأحلام الناس وطموحاتهم ، وقاعدتهم في الحياة ، ليس هناك شيء لا يستحق السرقة مهما صغر أو كبر .

إن قتل ختام العشاري ليست حالة طارئة وعابرة ، فمنذ ظهرت هذه العصابة قتلت عشرات الآلاف ، ومع كل جريمة قتل تقوم بها هذه العصابة ترتفع أصوات البعض أثناء الجريمة ثم يعودون ليكملوا حياتهم ، مما يجعل القتلة يستمرئون القتل ، لذلك وجب قتل هؤلاء والتنكيل بهم بكل الطرق والوسائل المتاحة لكي يرتدعوا .