المرأة تاج على رؤوس اليمنيين – قتيلة بفؤوس السلالة

فكرية شحرة
الثلاثاء ، ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٤٦ صباحاً
مشاركة

أتذكر وأنا صغيرة حين سمعت لأول مرة بعبارة سجن النساء وانتابتني دهشة التساؤل هل هناك امراة تبيت خارج بيتها بعيدا عن كنف أهلها والدها وأخوتها أو زوجها!.. وعرفت بعدها أن هذه السجون خاصة بمن عليهن جرم كبير كالقتل. لم نكن نتخيل أن يأتي اليوم الذي نرى فيه معتقلات للنساء بسبب الخصومات السياسية وقمع سلطة المليشيا. لقد قرأت عن انتهاك أعراض النساء والرجال في المعتقلات بشكل منظم وممنهج لإذلال الخصوم وتحطيم نفوسهم. كنتاج طبيعي لاختلال القيم الإنسانية. لقد كان أكثر ما يميزنا كيمنيين هو مكانة المرأة!! تلك الهالة من الإجلال والقداسة التي صاحبت التعامل معها أو في حضورها. كل تلك القيود والعادات والتقاليد التي ضربت حولها كانت خوفا عليها ونأياً بها عن كل ما يدنسها.. تلك العادات والتقاليد التي كرهتها كثير من النساء لأنها تشكل قيوداُ حول حرية وحركة المرأة في قرارة نفسي كنت أفسرها بالخوف على شيء ثمين رقيق يخشى أن يصاب بأذى. لم تكن المرأة عيباً.. كان العيب أن يداس لها طرف أو ينتهك حضورها ولو بمشاجرة بين رجلين في حضورها. النكتة التي درجت مؤخرا أن المراة صارت محرم الرجل في السفر ليست نكتة بل هي التمسك بآخر أذيال النخوة والشهامة وقداسة المراة. لم نكن نتخيل أن امراة تساق إلى معتقل! سيذهب كل رجال العائلة والقبيلة دونها. لم نكن نتخيل أن تضرب امراة ستطحن رؤوس الرجال انتقاما لها.. المليشيا الحوثية نسفت قيم اليمنيين وما زالت تفعل. والأخبار التي تتناقلها مواقع التواصل عن ناشطات هذه الجماعة وما يتمتعن به من حريات مخالفة لما يدعونه من التزام ديني يظهر بشكل جلي أن الدين مجرد مسوح ترتديه الجماعة الحوثية لفرض سلطتهم الكهنوتية، فيما هم ينخرون في عاداتنا وتقاليدنا العظيمة التي حفظت كرامة النساء والرجال. بل إنهم يهدمون تعاليم الدين في النفوس من أجل إحلال قيمهم المختلة الباطلة.. فلا أبقوا لليمنيين ديناً ولا دنيا.