هل يمكن تحويل عدن إلى مدينة قابلة للحياة ، كما كانت؟

د . عادل الشجاع
الاربعاء ، ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٠٧ صباحاً
مشاركة

عرفت مدينة عدم قديما بأنها زهرة الشرق وكانت رمزا للثقافة والمعرفة ، إضافة إلى تسامحها الديني والثقافي والسياسي ، فقد كانت مدينة مفتوحة لكل الأجناس ، لكنها تلاشت مع صعود المناطقية التي أرادت لهذه المدينة أن تتخلى عن انتمائها إلى اليمن الكبير .

لقد كانت عدن زهرة المدائن ومركز القلب النابض ، لكنها اليوم قاعدة للمناطقيين وبعد أن تبنت ذات يوم الاشتراكية الأممية صارت مرتعا للمناطقيين والقرويين ليمحون فترات طويلة من التاريخ والتعايش .

العدنيون يواصلون الشعور بأنهم ينتمون إلى اليمن الكبير ويفكرون خارج مدينتهم ، لكنهم محاصرون بسياج القرويين القادمين من خارج المدينة الذين يريدون جعل عدن على مقاسهم الخاص .

ما يقوم به محافظ عدن أحمد لملس يبعث على الفخر ويؤكد أن مثل هؤلاء الرجال سيجعلون عدن خارج الثنائيات ومد يدهم نحو العالم الذي يبدأ من اليمن ، فالمحافظ يعيد تأهيل المدينة من خلال ورشة عمل مفتوحة ، نتمنى على المحافظ أن يقود مبادرة لإعادة تأهيل ساحات المدينة وإحيائها بالفن التشكيلي والفرق الغنائية من جميع المحافظات وعلى رجال الأعمال والتجار أن يتبرعوا لهذا المشروع لإحلال الثقافة والفن بدلا من حفلات السلاح .

مثل هذا العمل سيؤسس لعلاقة تبدو مفقودة في اليمن عامة وعدن خاصة ، عدن بحاجة إلى مشروع جمالي وسياحي وعمراني وحضاري لتعود إلى ألقها الحقيقي ناهضة بأبنائها لتكون في مصاف العواصم العالمية لقيمتها وعمقها الحضاري الكبير ، وما قدمته لليمن من منجزات فكرية وعلمية مازالت شاخصة إلى اليوم .

من الواضح أن المحافظ يعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية لمختلف القطاعات في سياق برنامج عمل متكامل لإعادة الخدمات الأساسية ، وهاجسه الأكبر تأمين الطاقة الكهربائية التي تعد الشغل الشاغل لسكان عدن ، وكذلك إعادة تأهيل آبار مياه الشرب وتشمل الخطة إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي .

أثبت المحافظ أنه أعرف بعدن وأكثر مقدرة على إعادة الحياة لشوارعها ومعالجة بناها التحتية المتهالكة منذ سنوات ، وهو يؤمن بأن المجد التاريخي النابع من الإنجاز الإبداعي والجهد البشري يعد أكثر أهمية من الثراء المالي غير المشروع والمحكوم عليه بالزوال .

والسؤال الذي يطرح نفسه : هل ستؤدي عودة الحكومة إلى عدن دعما للمحافظ للاستمرار في برنامج التطوير ، أم أن إدارة الخلافات المناطقية والحزبية ستعكس نفسها على أداء المحافظ وتشل فاعليته ؟