مساعدات الأمم المتحدة تذهب إلى الحوثي واليمنيون يقبضون الريح

د . عادل الشجاع
الأحد ، ٠٣ يناير ٢٠٢١ الساعة ٠١:٥٥ صباحاً
مشاركة

كلما رفعت الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها سقف المساعدات ، كلما زاد الوضع الإنساني في اليمن انحدارا ، ما يدل على الفساد وتواطؤ الأمم المتحدة مع عصابة الحوثي الإرهابية وتحويل المساعدات الإنسانية إلى دعم مادي لصالح الإرهاب ، فقد أضحت الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في اليمن أشبه بالحبل السري الذي يمد إرهاب الحوثي بالحياة والاستمرار.

 

تزعم الأمم المتحدة أنها تقوم بالإغاثة في اليمن وأنها تنقذ أرواح اليمنيين عبر توفير المعونات الغذائية ، والحقيقة أنها تقوم بتمويل الحوثيين بالأموال والمساعدات العينية التي تمكنهم من التجنيد إلى الجبهات ورفدها بالمقاتلين الذين يلجاؤن إليها للحصول على سلل غذائية لهم ولأسرهم.

 

والأمر لا يقتصر على الأمم المتحدة ، بل يتعداها إلى التحالف الممثل بالمملكة العربية السعودية والإمارات الداعمتان الرئيسيتان لتقديم المساعدات والتحكم بالمنظمات بما يكفل لهما إطالة أمد الحرب واستمرار الفوضى التي توفر لهما بقاء أطول في اليمن؟

 

لقد لجأت عصابة الحوثي الإرهابية إلى استخدام الجوع كسلاح لمزيد من التجنيد إلى الجبهات وإمدادها بالمقاتلين وأغلبهم من الأطفال والتحكم بالمساعدات الغذائية والطبية التي تقوم المنظمات بتسليمها إلى منظمات محلية تابعة للإرهابيين.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه : إذا كان التحالف العربي فرض الحصار الجوي والبحري والبري على اليمن بحجة منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين ، هاهي تصل إليهم ويضربون بها عمق المملكة ، فلماذا يستمر الحصار ، إلا إذا كان الهدف منه هو الإضرار بالشعب اليمني وتجويعه ودفعه للقتال إلى جانب الحوثي تحت دافع الجوع ، لكي تستمر الحرب فترة طويلة يحقق منها التحالف مصالحه بالقرصنة بعيدا عن المصالح المشروعة ؟

 

وإذا كانت الأمم المتحدة كلما جمعت مبالغ مالية كبيرة ، أعلنت عن اتساع دائرة السقوط تحت خط الفقر وزيادة رقعة المجاعة ، فهذا يعني أن عصابة الحوثي الإرهابية إضافة إلى فساد القائمين على المنظمات يبتلعون كل هذه الأموال ويحولونها من مساعدات تنقذ أرواحه اليمنيين إلى مساعدات تقتلهم وتحولهم إلى أدوات لاستمرار الحرب ، فمتى يصحو ضمير هذه المؤسسة الدولية وتجعل لحياة اليمنيين معنى وقيمة إنسانية ؟