للذكرى .. لم يقدم أحد للحوثيين جميلا إلا كافأوه بالقبيح ..

غائب حواس
السبت ، ٠٩ يناير ٢٠٢١ الساعة ١١:٠١ مساءً
مشاركة

دافع عنهم محمد قحطان أيام الحروب الست ولا تزال تصريحاته محفوظة فارتد جميله فيهم وبالا عليه !

خان علي عبدالله صالح وطنه وشعبه وحزبه ونفسه ترضية لهم فنثروا رأسه مكافأة له على ما قدم لهم !

ساهم عبدربه منصور هادي في إدخالهم صنعاء لأغراض وأوهام فكانت المكافأة الإعتداء الجسدي في سابقة لم تحدث لرئيس جمهورية من قبله ولا من بعده !

قدمت لهم السعودية دعمها بعد حرب 2010م من قاطرات النفط ومخصصات ملاحقة القاعدة ملايين الريالات السعودي وعشرات صهاريج النفط أسبوعية ويومية فكان جزاءها الأوفى منهم إمطار مدنها بالصواريخ ردّاً لمعروف الصهاريج !

قدم الجنوبيون وحراكهم وقادتهم خدمات وصلت لدرجة تبني رؤية الحوثيين في مؤتمر الحوار وترجيح كفتهم على خصومهم في الشمال فكانت مكافأتهم ضرب المعاشيق ثم اجتياح عدن وارتكاب مجازر لم تعهدها عدن من قبل حتى على أيام الإنجليز !

قدم حميد الأحمر من خلال نفقاته على المشترك وملاحقته لرؤوس المعارضة من عاصمة إلى أخرى خدمات جليلة للحوثيين حيث كان كل الذين يسعى حميد إلى تجميعهم وتصفيفهم بما فيهم البيض والعطاس كلهم يعملون مع يحيى الحوثي في الخارج لفك الازمات على إخوته في الداخل وكان جزاؤه منهم ما سمع ورأى بأذنه وعينه !

خدمتهم ثورة 2011م خدمة أسطورية ونقلتهم نقلة لم يكونوا ليصلوها في سبعين عاما من حروبهم التقليدية وكان الجزاء هو ما نعرفه جميعا من تحويلها إلى مجرد جولة من جولات الإمامة ونفي وطرد وقتل واقتحام مدن وقرى ومنازل وحتى غرف النوم لقادة تلك الثورة ونشطائها !

أرضعت قطر الحوثي في المهد صبيّا وحينما اقتضى الحال لدى الحوثيين أن يشتموا قطرا أخرجوا فيها عيوب البغال والحمير وقالوا فيها وفي أميرها ما لم يقله البردوني في والدة التلميذ المدلل في "حكاية طالب" !

تورط علي محسن في خدمتهم عام 2011م عندما كان قحطان نفسه حلقة الوصل بين قيادة الإخوان وبين محسن يقنعه برؤية "الإخوة" في احتواء الحوثيين والتصالح معهم وتحييد ألوية الجيش في صعدة حفاظا على وئام فصائل الثورة فسلم علي محسن الفرقة والجيش لهيكلة الشامي ولضمانات بن عمر ولطرح قحطان والمشترك واستدعى أبناء صعدة في اجتماع حافل طلب منهم التصالح مع الحوثي فكان جزاؤه منهم أن جعلوه عبرة لمن لم يكن ليعتبر من غيره وبقية قصته المأساوية يعرفها هو قبل غيره !

عشرات الصحافيين الذين طالما خزن لهم الحيواني أيام الحروب الست ليكتبوا عن "حروب ظالمة على صعدة" كان مصيرهم التشريد والإعتقال والإنتهاك بعد وصول ملائكة المظلومية من كهوف مران إلى دائرة التوجيه المعنوي !

قادة الحزب الإشتراكي القرمطي الذين كانوا كما أدعى ياسين سعيد نفسه أن الحوثيين يمثلون حراكا ثوريا في صعدة وأن المشترك وبالذات الإشتراكي كان يرقب ذلك ويتعاطى معه وفق هذ التوصيف فكانت مكافأة الحوثيين هي تقسيم الإشتراكي إلى مستخدمين تحت الطلب أو مشردين وملاحقين شأنهم شأن الإصلاحيين !

وأخيرا قادة وناشطو المؤتمر الشعبي العام الذين تنازلوا للحوثيين حتى عن هوية المؤتمر وذابوا في (ما يسمى) المجلس السياسي ذوب الشمع في ظلام الليل وحاربوا أنفسهم ومبادئهم من أجل وفاق موهوم مع الحوثيين فلم يكن جزاؤهم سوى كسر الرؤوس والناموس وملاحقة نشطاء المؤتمر وإجبار كتلة المؤتمر على البقاء في الحلف قسرا وبلا كرامة وضد أنفسهم ودمهم ومصيرهم !

أتحدى أي كائن يشغل حيزا من الفراغ على وجه الأرض يكون قد قدم للحوثيين خدمة واحدة إلا وردوها له إهانةً وإذلالاً وإزدراءً واحتقاراً وتنكيلا.