هل جريفث أصبح إرهابيا؟

د . عادل الشجاع
الأحد ، ١٧ يناير ٢٠٢١ الساعة ٠١:٢٢ صباحاً
مشاركة

من يتابع إصرار جريفث على الدفاع عن عصابة الحوثي، يدرك أن الرجل أصبح مناصرا للإرهاب والإرهابيين، فقد استمات في هندسة اتفاق استوكهولم وأمد في حياة هذه العصابة بعد أن كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة متذرعا بالوضع الإنساني هناك ، في الوقت الذي وجدناه يصمت على كل المجازر التي ترتكبها عصابة الحوثي الإرهابية وخاصة تلك المجازر التي ارتكبتها في منطقة الحيمة في تعز والتي تؤكد أن جريفث إرهابي يساند الإرهاب.

ولو أردتم أن تعرفوا مدى تواطؤ جريفث مع الإرهاب، عليكم أن تسألوه: مالفرق بين عبد الملك الحوثي وأبو بكر البغدادي الذي جيّش العالم تحالفا دوليا لمحاربته؟ أليس كلاهما يقودان جماعة متوحشة تسعى إلى الاستيلاء على المزيد من الأرض والقضاء على من يمنعهما من ذلك وإذا كان هناك من فارق، فهو لصالح عبد الملك الذي يزعم أنه وريث بيت النبوة ويملك وصية من الله تؤكد أنه إمام على العالم؟

لو أردتم أن تعرفوا أن جريفث إرهابي عليكم أن تتابعوا سلوكه وتصريحاته وكيف استطاع أن يغسل العمل الإرهابي الذي استهدف الحكومة اليمنية في مطار عدن حينما أدان الهجوم بالقول وذهب ليمارس الإرهاب إلى جانب الحوثي بالفعل، أليس الاستهانة بالمجازر التي تقوم بها عصابة الحوثي في الحيمة في تعز إرهاب؟ فهو يرهب اليمنيين بوقوفه إلى جانب الإرهابيين واستهتاره بدماء اليمنيين.

لو لم يكن جريفث إرهابيا لأدرك أن عصابة الحوثي الإرهابية لا تختلف مع اليمنيين سياسيا حتى يصر على الحوار معها، فهي جماعة تقدم نفسها على أنها صفوة شعوب الأرض أو شعب الله المختار، مثلها مثل الصهيونية والحزب الوطني الأبيض في جنوب أفريقيا، فقد وظفت النبي محمد لخدمة إرهابها وارتكبت سلسلة من المجازر والانتهاكات بحق الكثير من القرى والبلدات اليمنية مثل دماج وحجور والعود والحيمة ، تحاول تطويع اليمنيين من خلال سلسلة من القوانين التميزية كقانون الخمس الذي يمكنها من أخذ ٢٠ ./ ٠ من ممتلكات اليمنيين ، بعد أن صادرت مرتباتهم وحولتهم إلى عمال سخرة.

أما الاتحاد الأوروبي فموقفه مخزٍ، إذ نجده يشكل تحالفا بقيادة فرنسا في منطقة الساحل الأفريقي لملاحقة أفراد في الجبال والغابات تحت ذريعة الإرهاب ويمتنع عن تصنيف عصابة إرهابية سيطرت على دولة بكل إمكانيتها العسكرية وقادت البلد إلى حرب خلفت أكثر من 250 ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى وأكثر من 3 مليون مشرد ودمار هائل لم يبق حجرا على حجر، فأي سلام يريده غريفث ويريده الاتحاد الأوروبي مع إرهابيين يعلنون الموت صراحة في شعاراتهم وأفعالهم.

هل جريفث مخدوع ويلهث خلف سراب الوهم، أم أنه تم استقطابه كإرهابي يعمل لخدمة هذه العصابة وينفذ أجندة تطهير عرقي في حق اليمنيين، وبالرغم من كارثة وبؤس خطابه ومنطقه إلا أنه يصر على مواصلة جرأته ونفخه الدعائي الكاذب حول السلام، فيما اتفاق استوكهولم لم يحقق شيئا، لقد أصبح جريفث مخلبا لهذه العصابة التي لم تكن منذ البداية سوى مخلب ومستوطنة إيرانية فوق الأرض اليمنية.

ولست بحاجة للقول إن الذين يتباكون على الوضع الإنساني في اليمن، إنما يشجعون الحوثي على المقايضة بجوع اليمنيين، وأن الذين يراهنون خطأ على إمكانية السلام مع الحوثي أنهم قد أضاعوا كثيرا من الوقت والجهد والدماء، ولهذا يجب أن يترك الحوثي ليدفع ثمن جرائمه، فلقد حان الوقت لنزع سلاحه وخلع مخالبه وأنيابه وإلغاء دوره التخريبي من حياة اليمنيين، وأول مخلب يجب نزعه هو جريفث.

من الواضح أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يريدون تبرئة الحوثي من المسؤلية الجنائية عما ألحقه باليمن وشعبها من كوارث ومعاناة إنسانية بسبب مغامراته غير المحسوبة وسلوكه العدواني وتوريط البلاد في حرب وتسبب في أفدح الأضرار والمآسي وتنصيب نفسه وجماعته الفاشية أوصياء على الشعب اليمني بالقوة ، فهل تعلنه الشرعية منظمة إرهابية، وترفض التعامل مع جريفث، أم أن الجميع سيعملون صفا واحدا مع الحوثي؟