قصتي مع سائق الباص العشريني المكافح

ماجد الداعري
السبت ، ٢٠ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠١:٤٠ صباحاً
مشاركة

استلقيت باص نقل جماعي صغير، قبل قليل، عائدا للبيت من كريتر،وكان الباص خاليا من الركاب وليس فيه غير السائق ومساعده الكراني بالتعبير العدني

فطلب مني السائق بكل احترام ان اسمح له بالمرور على المحطة لتعبئة بترول كون الباص أصبح خاليا

وافقت كوني لست مستعجلا طالما وليلتي دون قات وليس لدي برنامج عمل باعتباري في اجازة مرضية.

وفعلا وجدته يجمع ومساعده كل مالديهما ليدفعا قيمة دبتي البترول بشق الأنفس وهما يهمان من أين لهما ان يعيدا المبلغ مع الأجرة المطلوبة منهما لصاحب الباص كل يوم

هكذا كانا يتهامسان بمرارة وانا شارد بخيالي مع زكام مستوطن راسي وألم لايزال يلاحق حلقي لليوم الخامس على التوالي..

وعند نهاية مشواري القصير أعطيت مساعد السائق ٥٠٠ ريال ليأخذ مائة ريال ويعيد البقية.. وفعلا اخذ الخمسائة ريال وأعاد لي ورقتين نقدية مع الظلام، طننتهما ورقتين فئة مائتي ريال، لكني تفاجأت بعدها أن أحدهما عبارة عن ورقتين متلاصقة.. لاكتشف ان الرجل أخذ مني خمسمائة وإعطاني ستمائة ريال.. حاولت أن أصرخ استنجد حتى استغرب مني حارس مبنى فرع بنك البحرين الشامل بالعقبة وسألني ماذا حدث لك خير ياخي.. قلت لا لا خير بس المسكين اخذ مني خمسمائة ريال واعطاني ستمائة وهذا حرام والمسكين شاقي طالب الله يفكر من أين يوفر قيمة البترول وأجرة الباص!

ابتسم الحارس وقال لي بنوع من السخرية: ياخي حسبته سرقك.. قلت لا وياليته فعل.. قال خلاص ربك بيعوضه روح لك ماذا تفعل له..

قلت له: أكيد بروح لكن.. هل عرفت الباص او صاحبه.. قال ياخي مالك الآن تتهابل علي.. قلت له ياحاج والله أسألك بجد.. هذا صاحب باص شاقي مش باصه وانا سمعته يشكوا لصاحبه بمرارة عن كيف لهم ان يجمعوا قيمة البترول وأجرة صاحب الباص، واصبحت انا راكب وحيد وكمان مخسر لهم بهذا المشوار .. مش هذا حرام ياوالد.. قال ياخي طيب بس ايش بتسوي له الآن!

قلت له وأنا أشير بيدي إليه مودعا وهاما بقطع الخط :المهم لو عرفته او رجع واشتبهت فيه ارجوك بلغه يطرح عنوانه او رقم هاتفه عند صاحب البقالة المحاذية للخط أمامه، ولك مني مكافأة

قلتها له وأنا صادق والشاهد الله.. لان ضميري غير مرتاح على ماحصل لصاحب الباص الشاب العشريني المكافح الذي يجبرك على احترامه وتقديره بذوقه واحترامه ونظافة باصه وأسلوبه الأروع في التعامل. وياليت قصتي هذه تصل إليه أحبتي.

#أعطيته_خمسمائة_فأعاد_لي_٦٠٠