حدثوني عن انتصاراتكم احدثكم عن انتصاراتنا

د. لمياء الكندي
الخميس ، ٢٥ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠٢:٠٢ صباحاً
مشاركة

في احدى النقاشات اللامتناهية و اللا ملتقية بيني وبين الاخر الذي يظهر بمظهر المدافع عن الحوثيين كجماعة ودولة قوية وغالبة، ومنتصرة على الدوام. لأدد نفسي بدافع الايمان والغيرة عن جمهوريتنا وتضحيات جيشها ومقاوميها، احدثه عن هزائمهم المريرة والكبيرة في مأرب، لكنه رغم ذلك كان واثقا من النصر. وعند هذه العبارة اي “نصر الحوثيين في مأرب” استوقفتني الكثير من المشاهدات والاحداث لأجدني اخاطبه وبكل ثقة “عن أي نصر تتكلم يا هذا، صنعته مليشياتكم؟ لا تحتج لي بسيطرة الحوثيين على صنعاء وعدن ولا صعدة و وأبين و لا عمران والضالع ولا الجوف شبوة ولا ذمار إب ولا الحديدة ولا حجة ولا ريمه ولا غيرها هذه مدن لم يقاتل فيها الحوثيون كي ينتصروا، هذه مدن سلمت اليهم تسليما بفعل الخيانة والمكايدات السياسية، هذه مدن اسقطها لئام الساسة وملالي السفارات وأدوات المربعات الأمنية في صنعاء ما بين 2011م الى 2014م.” حقيقة لا يمكن ان نسمي سيطرة واستحواذ الحوثيين على هذه المدن والمحافظات الشمالية بالأنتصار وهم يعرفون انهم لم يحاربوا فيها ولم يواجهوا كي ينتصروا. إذا ثمة من انتصار يا هذا فهو ذلك النصر الذي حققته قوات جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة التي انطلقت كردة فعل عنيفة وصادقة لإسقاطات الامر الواقع التي منحت الحوثيين حق السيطرة والنفوذ على مدننا كافة. إذا كان هناك من انتصار فهو انتصار مأرب التي رفضت منذ اليوم الأول ان تستقبل علوج الحوثيين وهم يشدون رحال مقاتليهم اليها ليمنوا بهزائم عديدة، مازالت حتى اليوم تلقنهم دروس وعبر حول معنى ان تنال انتصار يليق بالوطن ومعنى ان تهزم تحت اقدام حماة الجمهورية وبواسلها الأباة. اذا كان هناك من انتصار ومقاومة فالحري بتعز ومدنها وقراها الصامدة ان تحدثنا عن معنى الأنتصار وعدم الرضوخ للامر الواقع، فتعز كانت هي المدينة الأولى التي أوقفت تقدم وزحف جحافل الموت الحوثية اليها هي من تصدت لهم بالروح والنار، هي المدينة التي لم ينعم الحوثيين فيها بنوم هني ولا إغفاءة مكابرة تمنحهم حلم الامن والسيطرة والنصر الدائم. ما زالت تعز حتى اللحظة تقاومهم وترفض ان تسلم لهم كل أراضيها كيف لا وهي من وقفت لتمنعهم من ان تمتد يد القتل والعدوان على عدن المدينة الباسلة، عدن التي استفاقت على نفسها أسيرة مغتاله بين يدي الحوثيين ولكنها شاءت ان تنتصر فانتصرت. حدثوني يا أصحاب الانتصارات الحوثية، معنى ان تنتصر عدن وشبوة وابين والضالع ولحج، الا يعني ذلك الهزيمة بعينها. ماذا يعني ان تنتفض حجور والبيضاء وريمة والضالع والحيمى ، ماذا يعني ان تتحرر المخا وأجزاء كبيره من مديريات الساحل الغربي، وان تشارف الحديدة على صناعة نصر عظيم لولا تكالب القرار السياسي الدولي عليها وعلى قواتها. الا يعني كل ذلك “نصرا لنا و هزيمة لكم”، حدثوني عن دولتكم وانتصاراتكم التي تنتزع من واقع القتل ولاعتقال والإرهاب وزراعة الألغام وتفجير البيوت والمساجد وقمع الحريات وافقار الشعب ونهب خيرات البلاد. حدثوني عن انتصاراتكم الأخيرة فأحدثكم عن مأرب عن رجالها وجيشها وقبائلها وجبالها وعن أبناء اليمن من تهامة ومن الجنوب ومن الشرق والغرب الذين ينتصرون كل يوما فيها. اننا ننتصر نعم ننتصر اقولها وكلي ايمان بقضية جمهوريتي العادلة