في اليوم العالمي للمرأة: رؤية مختلفة

د. لمياء الكندي
الاربعاء ، ١٠ مارس ٢٠٢١ الساعة ٠١:٢٠ صباحاً
مشاركة

نعم لن نحتفل هذا العام ايضا في اليوم المرأة العالمي في اليمن، لن تنطلق قرائح الخطباء من اصحاب البدلات الرسمية وزميلاتهم في مسارح المنظمات والسفارات لتطالب بتمكين المرأة اليمنية سياسيا.

لن يكون الاحتفال متاحا هنا في اليمن لن نتبادل التهاني ولن نتشارك الصور ولن نمسك بميكرفونات المحطات الفضائية، لأنه ليس هناك ما يمكن قوله عن هذا اليوم في اليمن.

لم تعد قضية المرأة اليمنية ومعاناتها قاصره على تلك الاحلام النخبوية التي تم تصويرها سابقا انها الفردوس المنتظر للمراءة عبر العمل على مشاركتها في الحياة السياسية والثقافية وتمكينها لتكون رائدة من رائدات المجتمع المتحضر.

قد يرى البعض من مقالي هذا هجوما على المرأة ذاتها واستخفافا بنداءات تمكينها سياسيا، وامكانية منحها حقوق سياسية اوسع وهي النغمة التي اشتغلت عليها منظمات المجتمع المدني ومكاتب الامم المتحدة في بلدان العالم الثالث ونحن منها.

نعم اطلقنا مهاترات جانبية ودخلنا في متهات متعددة تحت يافطة حقوق المرأة واهمة تمثيلها في الدوائر الحكومية والحزبية، تعاطينا مع معطى تمكين المرأة بمعطيات جائرة تم من خلالها استغلال المرأة وقضيتها بصورة فاشلة ، تم استغلال المرأة كشريك سياسيي بغرض التسويق الحكومي للظهور بصورة الدولة الديمقراطية المتقدمة في حين ظلت العديد من القضايا والتشريعات الخاصة في المرأة لا تراعي الحقوق الطبيعية لها، حزبيا كانت القيمة الفعلية للمرأة تتمثل بمجموعة من الاصوات الانتخابية والتحشيد الانتخابي لها وظلت مسألة مشاركتها في الانتخابات العامة خاضعة لمعايير وفتاوي تلك الاحزاب.

كنا في اليمن امام تمثيلية ساذجة لرعاية كحومية وحزبية لأنشطة ودوائر المرأة، لتأتي الحرب بعد ذلك وتدخل المرأة اليمنية ضمن دوائر الصراع الحربي ذاته. ست سنوات من الحرب كانت كفيلة لهذا العالم المنافق ان تنحدر منه ولو منظمة واحدة يكون لها صوت مسموع لدى أوصياء العالم الثالث، تتحدث فيه عن معاناة المرأة اليمنية عن تأثير الحرب عليها عن تلك الازمات الانسانية الكبيرة التي تتجرعها نساء اليمن كل يوم.

انهن يكافحن من اجل الحياة من اجل البقاء يواجهن خيار الموت والقتل المتعمد من قبل عصابات الموت الحوثية، يواجهن الفقر والاذلال يتهدد الامن الاسري لهن وتنهار شبكة العلاقات الاجتماعية كنتيجة من نتائج الحرب.

اين المحتفلون اليوم بيوم المرأة العالمي من معاناة الامهات اللواتي قضى ابنائهن شهداء وقتلى في هذه الحرب اليس من حقوق المرأة ان تضمن سلامتها وسلامة افراد اسرتها.

عليهم ان يتضامنوا مع امهات الاطفال الذين يتم اختطافهم او التغرير بهم للزج في محارق الموت الحوثية ،الا يتنافى اقحام الحوثيين للأطفال للمشاركة في المعارك الدائرة خرقا لحقوق المرأة والطفل الذي اقرته الامم المتحدة.

كيف يتم استغلال المرأة للمشاركة في الحرب واستبدال هويتها الطبيعية و تحويلها الى مقاتله ومحاربة وجاسوسة وقوة امنية وقتالية تحت ما يسمى “الزينبيات”، اللاتي يتم استخدامهن لترويع وارهاب نساء اليمن واقتحام بيوتهن وممارسة انواع التعذيب في حق المعارضات.

كيف تمكن هؤلاء من تحشيد المرأة لتكن مصدر رعب وارهاب للمجتمع وللمراءة اليمنية ذاتها واستهداف حريتها والتحريض على امنها وامن اسرتها وسلامتها عبر غرس مجموعة منهن جواسيس في مجالس وجلسات اليمنيات المختلفة تلك المجالس التي تبدأ بالأفراح وتمر بمجالس العزاء وفي مكاتب العمل والمدارس والجامعات وغيرها.

جزء من نساء اليمن تحولن الى مستولات وجزء اخر يمتهن حرف لم يكن لليمنيات عهدا بها من قبل ان تسطوا هذه السلالة الخبيثة على بلدنا ودولتنا، جزء منهن امتهن اعمال مخلة بالشرف واخريات شهدن احتضار مبكر لأحلامهن لعيشهن لسعادتهن.

ساعد ظهور الحوثيين على انتشار العنف الأسري المترتب على الاوضاع الاقتصادية التي ترتبت على تلك السيطرة كانت المرأة غالبا أبرز ضحايا هذا العنف.

اننا امام مغارة واسعة من الاسقاطات التي نخجل ان تكون المرأة اليمنية جزءاً منها وان تعيش واقع القهر والسطو المتعمد على حقوقها وعلى اطفالها وزوجها واسرتها وبيتها ومجتمعها ككل.

ولذا لابد ان ننتصر فإذا كان هناك ثمة تكريم للمرأة اليمنية في يوم عيدهاـ فهو منحها القدرة على النصر والثبات في مواجهة عناصر الامامة التي تحاول ان تجعل منها وبيتها وافراد اسرتها اداة للقتل والضرب والاستعباد .

لابد ان تكرم المرأة اليمنية بالانتصار فالنصر الجمهوري وحده هو من سيصنع امجادها ايها الجمهوريون الأحرار، لابد من ان نستعيد دولتنا انصافا لكل نساء اليمن وماجداتها.