تقول لي حبيبتي بضجر بالغ أن الحياة ظالمة، وشديدة القسوة، ما الذي ستفقده الحياة لو أنها تمنحنا حضن دافئ، حضن بدون خوف أو وجل من أحد، لو أنها تمنحنا قبلة عميقة باطمئنان، قبلة ساخنة وطويلة، نستعيد بها ألوان الحياة، ونتحرر من عذاباتنا التي أنهكتنا، وحالت بنا إلى هذا الشحوب الرمادي.
حبيبتي محقة بالطبع، لكن ألن تغدو الحياة باردة ومملة، فاقدة الإثارة، مملؤة بالملل الذي لا يطاق. هذا الحرمان يعني دوام الاشتعال، واستمرار اللذة. لو أن الحياة كريمة معنا حد أن تمنحنا الأحضان والقبل بسهولة فسيغدو الأمر مملا ورتيبا، وعملا مبتذلا وطافحا بالسوء وستفقد الروح شغفها.
إننا بحاجة لهذا الاشتياق الناري، الجمرات الحارة المتلامعة في القلوب، هي من تمنحنا الحياة والشعور والرغبة ولولا هذا الاشتياق لأصابنا الموت والفتور والانكماش. هكذا أواسي حبيبتي في أوقات الاشتياق ..!