أستاذ مادة القانون يطرد طالبا من قاعة المحاضرات دون سبب، والطلاب صامتون. وقبل أن يبدأ المحاضرة سأل الطلاب لماذا تم وضع القوانين؟ أجاب أحدهم: لضبط تصرفات الناس. وقال آخر: حتى تطبق. وثالث قال: حتى لا يجور القوي على الضعيف. ثم رفعت طالبة يدها وأجابت : حتى يتحقق العدل. فقال الأستاذ: نعم! لكي يسود العدل. وما الفائدة من العدل ؟ فأجاب طالب: كي تحفظ الحقوق ولا يظلم أحد. فقال الأستاذ: هل أنا ظلمت زميلكم عندما طردته؟ فقالوا جميعا: نعم! فقال الأستاذ وهو غاضب: إذن لماذا سكتم ولم تفعلوا شيئا؟! ما الفائدة من القوانين إن لم نملك شجاعة لتطبيقها؟! حين نسكت عندما يتعرض أحدنا للظلم ولا ندافع عنه وعن الحق نفقد إنسانيتنا التي هي غير قابلة للتفاوض: ومن يكن عبد قوم لا يخالفهم * إذا جفوه ويسترضي إذا عتبوا فالسكوت والرضا بالهوان ليست من صفات الأحرار بل العبيد. عنترة العبسي ذلك العبد الأسود، الوضيع في نظر العرب الجاهليين، صادم نواميس القبيلة وعرفها، حارب القانون الجاهلي الفاسد ولم يستسلم حتى نال حريته لوحده، بقوة ساعديه، حيث أجبر القوم والعرب قاطبة على رفع ذكره وتخليد اسمه في سجل أقوى فرسان العرب وأفصح شعرائهم، وهو صاحب إحدى المعلقات السبع. أفيعجز شعب بأكمله عن التخلص من عفونات المأفونين المتسببين في كل شر وبلية لحقت بالوطن؟؟؟ دمار اليمن لم يتسبب به الحوثي، ابدا، مطلقا، لأنه ليس إلا نتيجة لفعل سابق تتالت انفجاراته حتى شكلت سلسلة تفاعلات عفن كيموغرافية. الحوثي يا أحباب نتيجة طبيعية، وعقاب رباني جماعي للوطن والمواطن اليمني بسبب جرائم عظيمة اقترفت. جريمة دمار اليمن يحمل وزرها الأول والأخير عفاش لا لحقه خير في قبره ولا في آخرته. ثم يلونه في الوزر الأحزاب السياسية المنافقة، ولا أستثني أيا منها. وإن كان ولابد فأعطي بعض العذر لحزب الإصلاح. وبنفس القدر من الوزر يتحمله مشايخ الهضبة، الكهنوتيين والقبليين. فكلهم أجرم وأيما إجرام. كيف يسمحون لمجرم أن يحكمهم ويضحك على ذقونهم بالترغيب والترهيب؟؟؟ اين هم من القانون الذي داسوه بأرجلهم انصياعا لأوامر أحد صعاليك العرب؟؟؟ عندما يبيع الإنسان ضميره بفرنجين حينها يبيع القانون بقرشين، فيسكت عن كل المظالم التي تلحق بغيره ثم تلحق به تبعا لسكوته الأول: فلا ترضى بمنقصة وذل وتقنع بالقليل من الحطام فعيشك تحت ظل العز يوما ولا تحت المذلة الف عام! وأخيرا وليس بآخر فإن من أكبر أسباب الدمار الذي أصاب اليمنيين في بلدهم هو شيطانة شبه الجزيرة العربية، وصديقتها الصعلوكة. شجاعة + إرادة + قانون = وطن حر!