افسحوا مجالاً للعين

الفتح العيسائي
الاثنين ، ١٣ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٣٣ مساءً
مشاركة

المجد لك أيها المشط اللعين، أنت وحدك المحظوظ حين تحتويك أصابع عذارء فترتعش بك بين حشائشها السمراء، تغرس أسنانك وتقبل فروة رأسها السحابية، تشتم رائحتها العلوية بروح نفختها فيك، إنها رائحة السماء أيها العاهر الخاوي من الأرواح، أما وجدت أجسادًا مصلوبة على جذوع الشعر الغزير.. لا تؤذيها إنها أرواح تخص رجالًا نُثر على صدورهم هذا الشعر ذات يوم.. تمدد أيها الماكر الصغير لتدغدغ باطنك بأطراف أنوثتها. 

هنالك لذة خفية تخص العين يا سادة، لذة دفينة تغلي بها النزوات، فمن منا لا يرغب بالنظر لأنثى شبه عارية تمرر المشط على مفاتن شعرها المبلل. لا أحب النساء عاريات بل شبه عاريات، هذه الرغبة لا أظنها رغبة جنسية بقدر ماتكون لذة آنية تخاطب به الحواس الخمس، لذة تبعث في جلد الرجل دبيب الملمس، وتبعث في منخريه رائحة زكية من جسد أنوثي متكوم أمامه، ليست برائحة عطر بل رائحة الخُمرة المصبوغة بالأنوثة. حتى الصوت في هذه اللحظة يبدو ذو رائحة مخمرة غزيرة. لذة هذا المنظر آيضًا تتذوقها على سطح لسانك وتبعث فيك إحساسًا متناغم. 

باعتقادي السطوة النسائية على عيني الرجل كبيرة جدًا، بل أن ذلك جعلني أؤمن بأن النساء كائنات ذو لذة مرئية أكثر من كونهن محسوسات. كم روح رجالية إهتزت على قارعة الطريق بمجرد مرور أنثى بحذاء خفيف وأقدام بيضاء شبه عارية وأظافر زجاجية ناعمة مغطاة باللون الأحمر. كم روح خُطِفت بأجراس خلخال ذهبي ربطته مراهقة على ساق شديد البياض كُشف بشقاوة أنثى محتالة أمام شاب جائع. أي سطوة فاشية هذه التي تولد رجفة عنفوان حميمية عقب صخب الأرداف البارزة والتقاسيم النافرة على أجساد الحسنوات الإضطهاديات في الشارع.

كل هذه السطوة تستفحل بنظرة خاطفة لقوام ممشوق في شارع ما، لكن تبقى اللذة الاكبر في المشاهد المستقلة بين جدران المنازل الزوجية العامرة بالمشاعر الخصبة، لا أخص بالذكر هنا الأزواج الجنسيون، فهذا النوع من الزواج مجرد مشروع إنجاب وتكاثر لا أكثر، والمشاعر في هذا الزواج سرعان ماتشيخ وتتلاشى فتتحول لروتين يومي ممل. أتحدث عن الازواج المتجددون والممتلئون حد الإختناق، هٰؤلاء هم أصحاب اللذة البصرية المخاطبة حواسهم، يتجددون كل يوم بالنصف المحجوب بطريقة مدهشة، ويخصصون لجموح العينين مفاتن طراوة النصف العاري، كالظهر المنساب عليه الشعر الحريري، السيقان النصف عارية، النهود المتزاحمة تحت رداء ناعم. 

أفسحوا المجال للعين لترتشف لذتها حتى لا تشيخ علاقاتكم وتنحدر شيءً فشيء نحو الملل، أعطوا النساء حقوق سطوتهن لتنعموا قبل وصول الشيخوخة العاطفية.