منذ صحيت يومنا هذا اشعر ان ذاكرتي فتحت جميع النكهات العالقة بذاكرتي منذ رشفت البن في لحظات بعضها عندما اسردها قد تكون اشبه بمقاطع الأفلام اذلك اتحفظ عن البعص..
بيني ميقط رأسي و َبين حقول البن اقل من ساعة مشيا على القلب والأقدام هي اسفل الوادي الذي تقع قريتي اعلاه وهو الوادي الذي يربط ثلاث محافظات ومصبه الى البحر الأحمر...
خبأت الذاكرة روائح عديدة ارتبطت بالزمان والمكان والانسان الا ان يوم البن اليمني هذا اليوم فتح من الذاكرة مالذ وطاب من ذكريات متعلقة بالبن
في طفولتي شاهدت شجرة البن لأول مرة وشاهدت النساء والرجال يجنون البن بطريقة تختلف عن بقية المحاصيل فيها من الطقوس والرهبة مالم يحصل مع اي محصول....
انهم يختارون اول الصباح ليجنون ويختارون اندر الأوعية لوضع محاصيل البن فيها
لحظة جني البن اتخذت طابع الطقوس الروحانية لحظة البن مليئة بالصمت و العيون المفتوحة والتركيز الشديد فيجب ان لاتسقط حبة واحدة الى الأرض..
المولعون بالفن يفتحون اغنية الحب والبن لحظة الجني في مسجلات قديمة خشبية لازلت اتذكرها على شريط كاسيت ويلبسون الظلول نساء ورجال من الشمس ثم يجمعون المحصول وهناك قهوة تسمى قهوة البن الأخضر شربتها ولم تغادر ذاكرتي الى اليوم في اسفل الوادي بمنطقة تسمى حوار وتتوسط خودان واريان وتعد من اشهر المناطق لزراعة البن والفواكة التي لانظير لها وبالذات الموز وعمب العظام.. المانجو
نكهة قهوة البن في ذاكرتي الآن كان الجو غائم وصوت اغنية البالة بصوت علي السمة ذلك اليوم وفي الزواية البعيدة حمام مياة طبيعي ساخن ياتون اليه من مناطق متعددة واحدهم كان يردد قصيدة شعبية علقت في ذاكرتي مطلعها..
ماشفت شيء مثل الجو في نهجه
هيا معي ياالهلي نطلع ونتفرج
ونبصر البيض في الدخله وفي الخرجه
ذي حسنهن يجعل الصبيان تتلجلج
في هذا الطقس اليومي السنوي لن تفارقني جزوة البن الى آخر الليل هو طقس متصل بالمحصول القومي الشهير للأمة اليمنية وهو مرتبط بالشخصية اليمنية والمزاج النوعي الرفيع