منذ انهيار الاتحاد السوفيتي حتى قبل حرب اوكرانيا بأيام ظلت معظم دول العالم لا تقول للأمريكان سوي سمعا وطاعة! والجميع يتذكر بعد أحداث 11سبتمبر كيف ظهر الرئيس الامريكي بوش مخاطبا العالم باستخفاف واستهزاء حين قال(من لم يكن معنا فهو ضدنا)طبعا الجميع قالوا سمعا وطاعة.
ومنذ ذلك التاريخ والقطب الاوحد يمارس حروب عبثية ظالمة كالتي دمرت العراق بتهمة حيازته على اسلحة دمار شامل اعترفوا بعدها بكذبهم وزيفهم دون ان يسالهم احد او يحاسبهم كالأمم المتحدة التابعة لهم والمشرعنة لكل أعمالهم العدائية خاصة في الشرق الاوسط.
كل هذا حدث والكل يعارض بداخل نفسه دون ان يجرؤ على أكثر من ذلك! ولكن حرب روسيا على اوكرانيا غيرت كثيرا والمتتبع لتطورات هذه الحرب يجد ان معظم دول العالم مؤيدة لروسيا ليس لاختلافها مع اوكرانيا ولكن تنشد وتأمل ان تعود روسيا كقوة عظمى لخلق توازن ينهي جبروت ذلك القطب الاوحد الذي أصبح ضمن سياسته وحكوماته المتعاقبة خلق عدو لكل حليف وتحت مسميات عدة وبشرعنة مكتبهم الخاص المسمى الامم المتحدة وذلك في تدخل سافر وصارخ من اجل الابتزاز السياسي طويل الأمد الذي جعل من ذلك العدو المصنوع عدوا للحليف؟
نعم ان الأمر تعدى دول الشرق الاوسط ووصل حتى إلى اوروبا التي بعضها لا تؤيد سياسة امريكا التي اكد كثير منهم انهم متضررون منها وخاصة تلك العقوبات الاقتصادية في مجال النفط والغاز التي تقدر بأكثر من ٤٠٪ تستهلكه دول اوروبا بينما امريكا تستود فقط ٧٪ وهذا بحد ذاته استخفاف بمصالح حلفائهم حتى في حلف الناتو!
وهكذا هي سياسة القطب الواحد تجاه العالم والسؤال هوهل تأييد العالم لروسيا يوحي ويؤكد ان روسيا ستعود كقوة عظمى ستخلق توازن ينهي تفرد امريكا وما رافق ذلك من ظلم وتعسف باسم ديمقراطية مزيفة وحقوق إنسان