تنزعج الحوثية من احتفال اليمنيين بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة مثلما ينزعج إبليس من سماع صوت المؤذن.
ولذا فهي في كل ذكرى لهذه الثورة كل عام ، تقوم بقياس مستوى تقبلهم لدى أبناء الشعب اليمني ، إذ ان ذلك يعني مدى الانطباع الشعبي وكلما كان الاحتفال أكبر وبزخم أكثر يعني السخط الشعبي ضد الحوثية.
سعت الميليشيات الحوثية بكل ما أوتيت من قوة ، لاظهار ان نكبة 21 سبتمبر التي جاءوا بها كشكل ثورة لانقاذ اليمن من حال سيئ كانوا يعيشونه مدة اثنان وخمسون عاماً منذ قيام ثورة 26 سبتمبر تحت ادعاء الفساد والسيادة وما شابهها من الدعاوي الكاذبة ، ويبررون فشلهم الحالي وغياب الخدمات والنهب والسلب بسبب ظروف الحرب.
ولكن الشعب اليمني أصبح أكثر وعياً ، فنكبة الحوثي جاءت في الأصل انقلاباً على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ونقلت الوطن إلى فساد حقيقي وكانت سبب الحرب وانتهكت سيادة الوطن وحولته لسيادة السيد.
أيضاً حاولت الحوثية أن تظهر أنها جمهورية ومؤيدة لثورة 26 سبتمبر ، ولكنها تنفضح على حقيقتها .
لم تحتفل بهذه الذكرى ولم يلقي سيدهم خطاباً كما يلقيه بمناسبة نكبة 21 سبتمبر. لم ينشر قيادتها منشورات وتغريدات احتفالية كمحمد علي الحوثي وغيره وانظروا إلى مواقعهم في التواصل الاجتماعي.
فهم بمعزل تام عن اليمنيين في هذه الذكرى. بل ان الحوثية كانت تخطط لالغاء أي احتفال وتأييد ومنشورات داخل مناطق سيطرتها وتعتبر من يفعل ذلك عميل ومؤيد للعدوان ورافض لنكبة 21 سبتمبر ومحارب لمسيرتهم الشيطانية.
كانت تنتظر أن تتوغل أقدامها أكثر وتقوم بالمنع ، ولكنها لم تجرأ إلى الآن لأن ذلك سيعريها أكثر وسيولد لها اصطداماً بالشعب اليمني الذي احتفل بهذه الذكرى رغما عنها . ثمان سنوات منذ قيام الانقلاب الحوثي ، وكل عام يزداد زخم اليمنيون بالاحتفال بذكرى 26 سبتمبر .
وهذا يدل على أنهم كل عام أكثر وعياً وأكثر تمسكاً وأكثر ايماناً وأنهم لن يحيون إلا بها وسيموتون من أجلها ، وان المسار يتجه التخلص من الحوثية .
فهذا الوعي والتمسك والحماس اليمني قادر على التغلب على الحوثية مهما كانت قوتها وأسلحتها العسكرية وحلفاءها الدوليين والاقليميين.
واذا الشعب يوماً أراد حياة فلابد أن يستجيب القدر.