أضغاث دولة فقط ، في تعز

حسام الشراعي
الجمعة ، ٢٨ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ١١:١٩ مساءً
مشاركة

حسام الشراعي يكتب

جرِّب مرةً أن تمشي الهوينى في شوارع مدينة تعز ، قُم بعدِّ الأطقم العسكرية الواقفة هناك - واحذر من أن يدهسك آخرٌ يقوده 'عبدو شوماخر' في حين غفلة - إذا قُمتَ بإحصائها - على افتراض أنّك قُمت - فبلا شك سيساورك شعورٌ بالأمن والطمأنينة لوجود من يحميك ، ولكن يا صديقي هذا الشعور كاذب ككذبة وجود دولة في مدينة تعز ! تلك الأطقم المتناثرة في ركن كل شارع ما هي إلا جذوة موت تشتعل عند أي ريح تهب ، إذا تخاصم كلبان في الشارع لا تقعد متفرجاً لهم ، ضع أغلى ما تملك من أحذية واهرب ، انجُ بحياتك ، سيأتي بعد بضعة ثواني 'شغمة' مسلحين ويتبادلون إطلاق النار وسط الشارع المكتظ بالخلق ، ولن يهتموا لبائع الموز أو صاحب البسطة الذين يقتاتون وعائلاتهم من تلك الأعمال البسيطة فماذا عنك ؟ اسألني أنا ، فقد أكلتُ التراب حينما هجموا كالتتار على المدينة القديمة ، كانت شعاراتهم بعدد شعر رأسك ، قتلونا وحاصرونا بإسم الدولة ، وحين جاء الوقت الحقيقي لإثبات إدعائاتهم قالوا لا يمكن أن نهجم على مناطق متاخمة للجبهات ، الغبي فقط من يصدق هذه الترهات التي لا تزيدنا إلا ثقة بما نقوله ونعتقده ، الاغتيالات في كل شارع ويوهمونا بالدولة ، الاشتباكات في كل متر مربع ويوهمونا بالدولة ، الفصائل المسلحة ملئ الأطقم تنتمي للشيخ فلان والقائد فلان ويريدون إقناعنا بانتمائهم للدولة ! عن دولة المقر أتحدث ، عن دولة المفصعين ، لا عن الدولة التي لا تتواجد إلا في الكتب .