وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة من المنطقة العسكرية الأولى للجيش الوطني في سيؤن إلى محافظة مأرب لدعم واسناد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المعارك العنيفة الدائرة مع مليشيا الحوثي الانقلابية بمختلف جبهات المحافظة.
وأفادت مصادر محلية وعسكرية، أن “التعزيزات العسكرية الكبيرة الواصلة من سيئون ستتوزع على جبهات الكسارة والعبديه والجوبة”، اللاتي تشهد تصعيدا حوثيا واسعا للهجمات الكثيفة والزحوفات الانتحارية المستمية، في ظل خيانات قبلية.
تتزامن التعزيزات مع مضاعفة طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، عملياته الجوية في جبهات مارب، مستهدفا تجمعات مليشيا الحوثي الانقلابية، بمئات القنابل والصواريخ خلال الساعات الماضية.
وضاعف التحالف من عدد غاراته الجوية المساندة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهات مارب، خلال التسع وستين ساعة الماضية، بعد مناشدات وانتقادات مراقبين سياسيين وعسكريين.
وفقا للمتحدث الرسمي باسم التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي، فإن طيران التحالف ضاعف من عملياته في مديرية العبدية في مارب خلال، ونفذ 40 غارة يوم الجمعة، و32 غارة يوم السبت”.
ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) عن ناطق التحالف قوله: إن طيران التحالف نفذ 118 استهدافا لآليات مليشيات الحوثي بمديرية العبدية، خلال الـ 96 ساعة الماضية، اسفرت عن مقتل المئات”.
يأتي هذا بعد ردود فعل غاضبة اعترت اوساط السياسيين والعسكرين والناشطين اليمنيين حيال توسع اختراقات الحوثيين في جبهات مارب واستمرار حصارهم قوات الجيش والمقاومة الشعبية في مديرية العبدية.
وطرأت مستجدات خطيرة على سير المعارك الدائرة منذ اسابيع في جبهتي العبدية والجوبة جنوبي محافظة مارب، جراء تمكن مليشيا الحوثي من احداث اختراقات واسعة بفعل خيانات واستقطابات قبلية، والسيطرة على مركز مديرية العبدية.
مسؤول الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة، الإعلامي والناشط السياسي احمد الشلفي، كشف عن اسباب قاهرة وراء انتكاسة العبدية، وتمكن الحوثيين من توسيع اختراقاتهم فيها، لتشمل مركز المديرية، صباح السبت، لخصها في انقطاع الامداد.
الشلفي، قال في منشور على حائطه الشخصي بموقع “فيس بوك” ليل السبت: “الحوثيون يسيطرون على مركز مديرية العبدية في مأرب بعد انسحاب رجال القبائل بسبب نقاد الذخائر والتغذية لديهم”. وهو ما أكدته مصادر اخرى ميدانية في مارب.
وأوضح الإعلامي ورئيس تحرير موقع “مأرب برس ” أحمد عايض في مداخلة مع قناة الجزيرة إن “سبب الإنسحاب من أجزاء من العبدية هو نفاد الذخائر والغذاء على المقاتلين حيث انسحبوا من وادي لقطع، مركز مديرية العبدية”.
وفي حين اشار إلى سيطرة قبائل موالية للشرعية على اجزاء من المديرية، نقل عايض رسالة، على لسان أبناء العبدية، تقول إن “المسؤولية الأخلاقية والإنسانية في هذه اللحظة تقع على التحالف أولا والرئاسة اليمنية ثانيا”.حد تعبيره.
في السياق، نشر مراسل قناة “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين، عبدالله السقاف، صورا له برفقة مليشيا الجماعة في مركز مديرية العبدية، لتأكيد السيطرة عليها، بعد اطباقهم حصارا محكما انهك قوات الجيش والمقاومة طوال 22 يوما.
وفي مديرية الجوبة، أكدت مصادر ميدانية أن “الحوثيين شنوا سلسلة هجمات كثيفة وانتحارية من محاور عدة، اسفرت عن اختراقهم مناطق جديدة أبرزها جبال القديرة وجرجر، في محاولة للتقدم والوصول إلى قرية المسيل الواقعة غرب الجوبة”.
موضحة أن “وتيرة المعارك اشتدت بين قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية والحوثيين غربي الجوبة، فيما تكثف الأخيرة هجماتها لقطع الطريق الرابط بين مديريتي الجوبة وجبل مراد، التي تشهد هي الاخرى زحوفات حوثية كثيفة”.
بدورها، أصدرت المنطقة العسكرية الثالثة للجيش الوطني في محافظة مارب، توضيحا بشأن جبهات مديريتي الجوبة والعبدية من معارك ضارية يخوضها الجيش والمقاومة الشعبية بمساندة طيران التحالف ضد هجمات واسعة لمليشيا الحوثي.
وأكدت مصادر عسكرية في المنطقة، إن “المعارك مستمرة في جبهات مديرية الجوبة، امام استمرار الهجمات الحوثية الانتحارية الواسعة على المديرية من محاور عدة، فيما استطاع الحوثيون اختراق مديرية العبدية والسيطرة على مركزها بخيانات قبلية”.
موضحة أن “الحوثيون استطاعوا السيطرة على مركز مديرية العبدية ومواقع جهة خرفان ومنطقة عبد، بعد احكام محاصرة قوات الجيش داخل المدينة لاربعة اسابيع، بينما احدثوا اختراقات في جبهات مديرية الجوبة، بفعل خيانات قبلية عبر مشايخ استطاعوا استقطابهم بالمال ومنح الامان”.
وحسب مصادر محلية في مارب، فقد “اعترضت قبائل ‘بني سيف آل مسلى‘ فجر الخميس، لمحاولات قوات الجيش الوطني وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة من مدينة مأرب باتجاه السلسلة الجبلية في منطقة ‘النقعة‘ بمديرية الجـوبة”.
مشيرة إلى أن “المجاميع القبلية المنشقة عن الشرعية رفضت عبور التعزيزات العسكرية على اراضيها وأجبرتها على العودة إلى المدينة، كما حدث في وقت سابق من جانب قبائل واسط و‘آل محمد بحيبح‘ و‘آل مسلي‘ بإعلان رفضها جر مناطقها إلى القتال واقحامها بالمعارك”.
ونوهت المصادر العسكرية بأن “ابرز الاختراقات التي استطاع الحوثيون أحدثها بعد معارك عنيفة بمديرية الجوبة، تركزت في قرية واسط، التي استطاعوا اختراقها والتقاط الصور امام منزل قائد محور بيحان واللواء 26ميكا اللواء، اللواء الركن مفرح بحيبح ومستشفى 26 سبتمبر العام”.
مؤكدة في الوقت ذاته بأن “الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بذلوا تضحيات كبيرة وغالية في التصدي لهجوم الحوثيين على العبدية، وما حدث لا يعني نهاية المعركة بل خسارة جولة والحرب كر وفر، وقد تم تغليب سلامة المواطنين على اي شيء اخر”.
ولفتت المصادر العسكرية الميدانية في بيانها الايضاحي، إلى أن “جبهات مارب عموما مشتعلة بمعارك عنيفة يخوضها الجيش الوطني بكل بسالة وبطولة في صد هجمات وزحوفات انتحارية كثيفة للحوثيين، تستميت للوصول إلى مدينة مارب واسقاط الشرعية فيها”.
يشار إلى أن محافظة مارب تواجه منذ بداية العام معارك عنيفة، تخوضها قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف، في مواجهة التصعيد الحوثي المستمر، والساعي لاسقاط الشرعية في مدينة مارب والسيطرة الكاملة على المحافظة.