عدن ؛ من بين كارثة السيول إلى كارثة الانقلاب !

مختار الشدادي
الجمعة ، ٠١ مايو ٢٠٢٠ الساعة ١١:٥٩ مساءً
مشاركة

مابين كارثة السيول التي لم تتعافى منها عدن بعد، إلى كارثة انقلاب المجلس الإنتقالي الجنوبي، هذا هو الحال في مدينة عدن، والتي أعلنتها الشرعية قبل أيام مدينة منكوبة. وفي الوقت الذي تعاني منه المدينة أضرار السيول التي شهدتها في الأيام الماضية، وتعطلت فيها بعض ملامح الحياة، يأتي الإنقلاب معلنًا بذلك انفصال جزئي عن الشرعية التي لم تزور المدينة إلا مرات محدودة. تحت مسمى" الحكم الذاتي" يوصف الإنقلاب.

يتحدث التحالف عن اتفاق لإنهاء التصعيد العسكري، توافق الشرعية المغلوب على أمرها وتنسحب من بعض المواقع المتفق عليها استعداًد لتنفيذ اتفاق الرياض، في الوقت ذاته لم يحرك الانتقالي ساكنًا، ولم ينسحب، وليس هذا فحسب، فعندما قررت الحكومة ممثلة برئيسها وعدد من الأعضاء العودة إلى عدن لتفقدها بعد كارثة السيول بالتزامن مع نداءات لأغاثة المدينة. يتحرك المجلس الانتقالي أخيرًا وينشر قواته في محيط مطار عدن وشوارعها، لكن، ليس لاستقبال الشرعية، بل لمنعها من العودة، ثم يصدر بيان يتهم فيه الشرعية بنقض اتفاق الرياض ويصفها بفاقدة الشرعية...

إن هذا الانقلاب الأخير أو مايسمى" الحكم الذاتي" ماهو إلا انتحار كما وصفه البعض. وتمردًا على الشرعية واتفاق الرياض بحد قول الحكومة. التحالف لم يتفوه بشيء، إن هذا الصمت مريب بحد ذاته، ولايعني إلا أن التحالف راضٍ عن مايحدث في عدن؛ وهذا ربما مطمع بعض دول التحالف، تحديدًا الإمارات. وفي النهاية يشير الواقع إلى أن مصير هذا الانقلاب إلى الفشل، فمعظم محافظات الجنوب ماعدا؛ عدن؛ وبعض المناطق في لحج وأبين وشبوة والضالع، أعلنت تأييدها وولائها للحكومة الشرعية...