تجمعُنا ملامحٌ تُثير الشفقة،
إننا نتكاثرُ بطريقةٍ بلهاء، نؤجلُ بسذاجتنا موعد الخلاص
كان على الإنسانِ أن يكونَ فَطِن، أن يحرق المثالية الأُروسطية
أن لاينجرَّ كإبن خلدون،
لا يرثْ الفلسفة، لايرثْ مُتعةَ الغرقِ بالتفاصيل
مالذي جناهُ العلم، مالذي حصدناه؟
ماحصدناهُ سوى طغاةٍ ينامون، وعلى أحضانهم فِكر مكيافيلي،
وعلى المِدفأة حطبٌ من أحلامنا
كان على الإنسان أن يكتفي بالموسيقى، فيأخذ منها أقوال الرّبِ وتعاليمه
أن يغرق جميع مجلداتِ اللغة _عدا_الشعر
لكان أطفالنا شعراءَ منذ المهد،
لكانت جيوشنا اساطيلًا من القوافي
لورثنا الجمالَ،
وحصدنا قصيدةً مع كلِ فَجْر
لو أننا ماكنا بلغة المال نتخاطب، وأخذنا الألوانَ عُملةً نبيعُ جُل قمحِ الأرض بلوحة زيتية، ونشتري الشعير بأصدافِ البحر
لكان بإمكاننا أن نكتفي بجغرافيا الأرض، بتلك المساحة المرئية
أن لانخون بعد النظر
أن نُخبر الرحالة، بأن الأرض الجديدة أبعد بأنها تفتح للغربة طريقًا، وتصنع في جوفنا أحلامًا، وفراغ
لو أننا رقصنا في الوقت الذي شَققنا به جوف الأرض؛ لنخرج ذهبًا أسودًا،
ورقصنا على صوتِ امرأة تغني
وأخرى تضحك،
وبقينا نتعانق بلا سبب
لرتاحت أرواحنا من العويل من هذا الركض!
لو أننا تجاهلنا أبواق الحرب،
وبقينا نتعانق هذه المرة لألف سبب
نتعانقُ لأجلِ اليتامى
لأجل الكثلى
لأجل الجرحى
لأجل أن نشغر الوقت فلا يبقى من الوقت وقتًا لخوض ِ الحرب
لو أننا نتعانقُ الآن بعد كل ماحدث
نتعانقُ كالشهداء
كالترب، والمطر
نكره أن نكره،
ونكره بعد كرهنا ما كرهنا
تضُم روحي إليك معلنًا فصلًا جديدًا
فأُعلن بعد عناقِنا الطويل مَوعد القيامة.