تركيا قادمة

خالد سلمان
الخميس ، ١٨ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠١:١٦ صباحاً
مشاركة

تركيا قادمة

اليمن موزع الخيارات مسلوب الفعل ،عاجز عن إدارة ازماته ،ورسم مسارات الخروج من وحل الحرب، اليمن من بين كل اللاعبين الفاعلين على خارطة الصراع ،هو الأضعف إن لم يكن الغائب الأكبر، والصوت المستغنى عنه في امور السياسة والصراع في اليمن. شطرنج المواجهات وحروب المصالح الإقليمية آخذة بالإتساع، والتشابك الذي يفتح الباب امام ضخ المزيد، من اسباب إستمرار الإحتراب الإقليمي ، إلى ان يتم إنضاج تفاهمات لتقسيم النفوذ ،واعادة توزيع الادوار وحصص الاطراف غير الوطنية. السعودية تشعر بتعاظم المخاطر من حولها ،فلم تعد خصومتها مع إيران وذراعها المحلي الراديكالي ، بشعارات تصدير الثورة ،بل بإضافة لاعب نِهم وافد جديد ،يبحث له عن موطئ قدم على خارطة الصراع ، تلك هي القوة التركية المتعاظمة النفوذ، في اكثر من مكان ،من ليبيا والعراق وسوريا والصومال وحتى اليمن. المحور الجديد القطري التركي، لن يكتفي بالتأثير على موازين القوى عن بعد، عبر لاعبيه المحليين، بل وهذا ما يقلق السعودية سيرمي بثقله العسكري وتواجده المباشر وتحديداً التركي،لإحكام الضغط على المملكة ،وجعلها بين كماشتي الأممية الاسلامية الأخوانية ،والطموحات الإيرانية بإعادة انتاج اكثر من حزب الله، في اكثر من منطقة. السعودية تدرك ان خيوط اللعبة تتسرب من ايديها ،وتشعر بالغضب المكتوم ،من خيانة طرف الأخوان المسلمين ،الذين يوزعون الادوار فيما بينهم ،جناح يمالئ السياسة السعودية بالخطاب، فيما ولاء كل الاجنحة لحلم الخلافة الإسلامية، وخليفة المسلمين اردوغان. الوجود التركي النشط في المنطقة يثير بدوره قلقا دولياً بين اكثر من عاصمة قرار ،مما يوجب بالضرورة مضاعفة التدخلات في اليمن للحد من هذا الوافد ، وتقليم اظافر نواياه التوسعية، وتطلعاته الاستعمارية الجديدة في المنطقة. اليمن مرشح لمزيد من الاستقطابات المافوق إقليمية ، وهو ماضي بخطى متسارعة صوب التدويل اكثر فأكثر، ليس لجهة السياسة وحسب بل والحرب،بالنيابة المحلية او بالأصالة والمباشرة من قبل الاقليم وكبريات الدول. تركيا ترمي بعين اطماعها صوب الجنوب ،وطهران شمالاً والسعودية مطحونة العظام بين كماشة الطرفين، مضاف لهما خيانات وازدواجية مواقف الأخوان. لن نستغرب ان راينا تواجداً روسياً صينياً، وان كانت الصين معركتها إقتصادية لا عسكرية ميدانية ، رافضاً للتمدد التركي ،يقابله دعماً امريكياً لآنقرة، لإستنزاف الطرفين موسكو بكين ، في مستنقع الدم اليمني، مع تواجد أوروبي بهذا القدر او ذاك. الإستنتاج: * تم استنفاذ ممكنات الحل الداخلي * السعودية اكثر ضعفاً الآن لاسباب داخلية ،وإستحالة حسمها العسكري او حتى السياسي لموضوعة الحرب. * المحور القطري التركي قادم بقوة لخلط الاوراق ، واعادة ترسيم توزيع النفوذ * روسيا الصين أمريكا ،سيخوضون حروبهم الاستنزافية مع الجميع وضد الجميع على الساحة اليمنية، وجعل كل طرف، من اليمن للآخر فيتنامه او افغانه الخاصة. اليمن ساحة حرب دفاعاً عن مصالح الجميع ،مخصوم منه مصالح أبناءه. نحن امام تدويل يقود الى خلط اوراق، وتزييت آلة الموت وإطالة الحرب وسفك الدم.