الحرب الى ما لانهاية،

خالد سلمان
الاربعاء ، ٠١ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٢٧ صباحاً
مشاركة

الحرب الى ما لانهاية،توسيع الجبهات، تعدد مصادر الغزو ومواضع الإجتياحات المحتملة،كل هذا لن يفضي إلى حسم ،بل إلى توسيع مساحات المقابر ،والأحزات ورفع منسوب كميات الدم المراق بمقادير مضاعفة. لا يمكن لأية قوة مهما كانت ،غلبتها العددية والقبلية، ان تفرض واقعاً على الجنوب ضد إرادة الناس، وكذلك الحال يجب ان يكون في الشمال، ففي الجنوب حدد الناس خياراتهم على الضد من كل محاولات السلطات، كسرهم تحت سيل من الشعارات بتلاوينها المتعددة ،وهدفها الواحد وهو اكراه الناس وحكمهم بوسائل دموية باطشة ،خبروها طويلاً ،حد بلوغ المفاضلة بين إستمراريتها او الموت ،ورجحان كفة الأخير دون الاول. معطيات المواجهات السابقة ،من التململ والرفض والحراك السلمي وحتى المواجهات المسلحة، ينبغي ان تشكل مدخلاً لإعادة قراءة المشهد، حيث لا مكان في الوعي الجمعي ، قبول اعادة حكم الجنوب، بذات ادوات وآليات وذهنيات السلطة السابقة، وان الا مكان لغير قبول احتياجات وتطلعات الناس ،إلى الإفتكاك الكلي من مثل كل نظام دموي فاسد. المعادلة باتت اليوم اكثر وضوحاً ، انتم تحاربون من اجل الثروات ، فيما يدافع الجنوب عن حقوق مسلوبة منذ عقود ثلاثة،بما في ذلك ثروات لم تصب خيراتها، لصالح فقراء الوطن شمالاً وجنوباً ،بل في حويصلات وارصدة نخبة سلطة غير منتجة للثروة، بل ناهبة مستنزفة لها. اليمن كله يعيش مأساة قهر متطاول السنين، وليس الجنوب وحده، مع فارق ان في هذا الجزء، تراكمات تاريخية لوعي مقاوم للظلم والعسف والتغييب الممنهج. إزاء كل هذا الرفض الواسع النطاق، فإن الحل ليس بتوسيع جبهات القتال، وفتح جبهات أُخرى،بل بالإقرار والرضوخ لرغبات السكان وتطلعاتهم، وعدم اجبارهم على التعايش مع ما يتعارض مع مصالحهم ورؤيتهم للمستقبل. عدن ليست غنيمة حرب ،وكل اليمن ينبغي ان لا يكون ارض فيد، لقبيلة حكم عصبوية مذهبية فاسدة. إعادة تقويم ميزان العدالة، وهندسة المستقبل ،سيبدأ جنوباً ويعم ولو بعد حين من الزمن، كل الخارطة. انها خطوة إلى الوراء ،من اجل خطوات واثقة ناضجة متبصرة ،إلى الأمام.