آنستنا ياعيد

سماح عملاق
الجمعة ، ٣١ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٠٦:٤٨ مساءً
مشاركة

آنستنا ياعيد

أضحينا نحن الأضحيات فيكَ ياعيد!!. تتساقط رؤوسنا كالخرفان في هذا الوطن، والخرفان الحقيقية طليقة إلا من موائد الكبار.

القاتل لايحسن قتلتنا؛ تعمينا سكاكينه وهي تتقلب أمام أعيننا، تصمّ آذاننا أدواته التي تجعل السكين أكثر حدّة؛ فنقهقهُ -ياعيدُ- فرحًا بحدّة السكين، ولانشعر باقتراب الأجل.

نحن شعبٌ متفائلٌ ينظر بإيجابية لكل شيء حتى في المقصلة؛ نواسي أنفسنا بأنا لن نتعذب كثيرًا في الطرق الفاصلة بين الحياة والبرزخ مايدعو للفرح.

تكتم أوراقنا النقدية أنفاسنا في الأسواق، تتلاشى سريعًا دون جدوى تُذكر،وتُفرز في كل مكانٍ أموالُنا. -"أعطني الأقدم وخذ جديدًا" - "هذه فارق صرف أو اغرب عن وجهي".

تحولت البلد-ياعيد-إلى بنكٍ كبيرٍ للصرافة، في كل زاويةٍ يزداد الفقراء بؤسًا، وتقبرُ الأثرياء تخمتَهم .

أسألك..من العيدُ ياعيد؟!. طفلٌ بريءٌ يقفز مرِحًا مع إطلاق بالونته؟ أم أرملةٌ تشكّل عجينتها لتصنع كعكك؟. والدٌ يقيس عطاياه على أجساد أطفاله؟ أم محسنٌ يضع اللحوم للفقراء ويذهب فور طرقه لأبوابهم؟

لاتهمني الإجابة إنما أعبّر لك عن هاجسي ككل عام، وكل عامٍ ونحن أعيادُك؛ لأنك أجمل بنا ياعيد.

سنبتسم رغم الأسى المحيط بنا، سنصنع "النكتة" من ملوحة الدموع، ثم نمزجها مع حلواك ونغني جميعًا مع الآنسي "آنستنا ياعيد".

#بعد_فوات_البوح 30/7/2020