خلال كل عام تأتينا مناسبات عديدة منها مناسبة شهر رمضان الفضيل وأيام الحج المعدودة ويليهما عيد الفطر وعيد الأضحى وهنا تكون قلوبنا وأفراحنا مع الأمة العربية والإسلامية مجتمعة هي واحدة
ولكننا كيمنيين فإنه تأتينا أفراح ومناسبات عديدة خلال السنة ونتحدث خلالها عن إنتصارات آباءنا وأجدادنا الذين حققوا النصر بالإستقلال سواء بالشمال أو بالجنوب ولكنني هنا أتساءل من يكتب التاريخ دائماً هو المنتصر ولكننا باليمن من يكتب التاريخ هو المنتصر الحي الذي لم يستشهد والذي كتب التاريخ وتوفي بعد ذلك تجد آخرين يأتون لكتابة التاريخ مجدداً بطريقتهم هل تدرون لماذا
لأننا لا نملك الحُب والولاء للأرض بقدر حبنا للذات ونرفع شأن من إستفدنا منه خلال علاقتنا به من بعد الثورة حتى اليوم أو بأحد من أسرته
ولكنني لاحظت أن الرئيس قحطان الشَّعبي ورئيس وزراءه عبداللطيف الشَّعبي هما لليوم الوحيدين الذين يمجدهم التاريخ ويرفع من شأنهم يوماً بعد يوم لأنهم حققوا الإستقلال بالقلم والورقة والعلم حيث أنهم خريجي الجامعة ولم يأتوا من الجبال فكانت لهم رؤية وهدف وبرنامج عمل يرفع من قيمة الشعب ويستمر على التطور الذي كانت بريطانيا بدأت به بغض النظر عن إنه إستعمار من خلافه
وكانت أول حكومة تشكل برئاسة عبداللطيف الشَّعبي وهو أصغر رئيس وزراء بالشرق الاوسط آنذاك لها برنامج تنموي جاد ولكن من يقولوا أنهم يحبوا الوطن لم يعجبهم ذلك فاعتقلوه حتى أنهم قتلوه هو ورئيس الجمهورية قحطان الشَّعبي الذي حبسوه ومات بعد نقله من معتقله لمستشفى مصفاة النفط بعدن
وفي الشمال الرئيس الحمدي كانت له رؤية لبناء وطن ورفع من شأن المواطن وهنا نلاحظ أن العوامل المشتركة للرئيسين الشَّعبي والحمدي هي تأسيس دولة قانون ورفع مستوى الشعب بالمجال الثقافي والتعليمي والصحي قبل المادي لأن الجسم السليم بالعقل السليم فعندما تبنى الأمم فهي تبنى بأبناءها لذا يجب أن تكون لهم رؤية صحيحة وواضحة من خلال المعرفة والتعليم وأيضاً أن يكون المجتمع خالي من الأمراض
وهذا الأمر أنا أشاهده اليوم في عام 2020 من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي وجه الدولة وبمتابعة مباشرة منه في عمل حملة صحية لمكافحة الأمراض لكل المجتمع وانتقل لأبناءه الطلبه بالمدارس والجامعات وأكد على تطوير التعليم بما يتطابق مع متطلبات العصر مع إهتمامه بالرعاية الصحية لكافة الطلاب بفحصهم بصفة مستمرة خلال العام الدراسي حتى ينشأ جيل جديد متعلم وذو بنية جسمانية صحية
وكل ذلك كان من اهتمامات الرئيس الشَّعبي بالجنوب والرئيس الحمدي بالشمال بفترة حكمهم ولأنه أضر بالأغلبية العظمى من القيادات التي لا تعرف سوى الهنجمة والصياح وسياسة فرق تسد فانتهت أحلامهم بقتلهم
نحن هنا نريد أن نقول لكل من يحتفل ويضع شعار الثورة السبتمبرية والأكتوبرية كبروفايل لصفحته بمواقع السوشال ميديا أو ينزل كلمة عن هذه الإنتصارات
أود أن أخبرهم إذا أنتم تحبون الثورة التي تمجدون بها وهي صنعت بسواعد الرجال لماذا لا تقومون بثورة رجال أحرار لبناء يمن يفخر به الجيل القادم ويتذكركم بكل خير وتضعوا اللبنة فوق الأخرى لتبنوا مجتمع يكون له الإحترام والتقدير بالعالم ونحتفل بثورة جديدة من صنع أيديكم لترفع القبعات لكم وتوضع صوركم بالبروفايل الخاص بكل مواطن ونتغنى بأسمائكم جميعاً ولن نكون نحتفل بثورتي سبتمبر وأكتوبر
ولكننا اليوم لا نزال نحتفل بثورة ضد النفس الكذابة اللوامة والضمير الميت والإحساس البليد الذي نرى جثث الشعب يميناً وشمالاً وأنتم توزعون الإبتسامات والتهاني والشعب يموت يوماً بعد يوم بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً منها الجهل والفقر والجوع والحسد والنفاق والغش واللامبالاة.....ألخ تحت مسمى ثورة سبتمبر وأكتوبر
نتمنى من جميع أبناء الوطن الرجوع لله تعالى والجلوس مع أنفسهم ولو لدقيقة واحدة في الأسبوع أربع دقائق بالشهر تتذكروا خلالها أين ذهبوا رؤساء وأمراء وسلاطين دول وكبار رجال الأعمال بالعالم واليمن لم يأخذوا معهم ولاشيء حتى الدعوة إن لم تكن مبنية على مصلحة فأرحم الرحمين يتقبلها أما دعوات المصالح فالله أعلم بها نسأل الله تعالى أن تكون أعمالكم الخيّرة هي طريقكم للجنة
وتكون لنا أيام جميلة للوطن بجيل رائع متعلم وجسم سليم بعيداً عن التكبر والغرور لنسميها ثورة ضد تخلف القرن الواحد والعشرون ونحتفل بها سنوياً بدل من إحتفالات بثوراتنا التي لم نعمل بأهدافها وتحقيق طموحات صانعيها
فمتى سنرى أحلامنا وطموحاتنا وآمالنا تتحقق وتعبد الطريق لأولادنا وأحفادنا ليصلوا إلى نهايته بكل سهولة ويسر وهم متربعين على القمة في أكبر المحافل العلمية والتعليمية والصحية والثقافية والإجتماعية مفتخرين بإنجازاتهم التي أنتم سبب في تحقيقها بسبب رعايتكم وحرصكم على العمل بها وترك التدمير والهدم.