يتمسك البصير الزهيري المواطن الجنوبي العدني المولد والنشأة، بتحميل الوحدة اليمنية مسؤولية فقدانه لبصرة قبل ٢٨ عاما نتيجة ضربة هروة بلا رحمة تلقاها بملعب الثورة بصنعاء على أيدي جندي بالأمن المركزي، صب فيها جام غضبه وهو يضعها وسط جبهته حيث ماتزال آثارها واضحه للعيان حتى اليوم، بعد ان قدم يومها إلى العاصمة اليمنية مشجعا رياضيا مع رابطة مشجعي نادي التلال للهتاف ومؤازرة ناديه المفضل في مواجهته يومها مع نادي الزهرة بصنعاء الذي قال لي ان الحكم كان يومها متحاملا جدا معهم إلى درجة أثارت غضب واستياء كل مشجعي الرابطة التلالية التي قدمت معه من عدن لتشجيع عميد أندية الجزيرة واول الأندية الرياضية الجنوبية واليمنية قاطبة. قال لي الزهيري ٥٤ عاما أنه فقد نظره بمراحل من بعد تلك الضربة المؤلمة التي افقدته عقله بمدرجات ملعب الثورة عام ١٩٩١م حتى وصل الحال به اليوم الى فقدان البصر بشكل تام وعدم القدرة على التحرك من منزله إلا بوجود من يقوده في الطريق ذهابا وايابا، مؤكدا أنه حاول قدر امكانه وأسرته، تلقى العلاج عند الدكتور علي علوي، لكن دون جدوى كون حالته الصحية تستدعي علاجه في الخارج وهو معدم خال اليدين وعديم الحيلة وبلا عمل أو راتب وظيفي منذ أن كان يعمل بائعا بإحدى محلات البهارات بعدن قبل وحدة ظلم الجنوبين.وفق تعبيره. بكل حسرة ومرارة قال لي الرجل وهم يهم بكيفية العودة لمنزله بعد تجاذب أطراف حديث مشتت معه على كراسي انتظار أحد محلات الحلاقة بكريتر - مساء اليوم- أنه كان من أكثر المتحمسين الرياضيين لتشجيع نادي التلال وحب الرياضة ولكن من بعد تلك الضربة القاصمة بجبينه والتي افقدته نظره، قضت على كل حماسه الرياضي واصبحت الرياضة كابوسه المزعج، سيما بعد ان عز عليه التوجه إلى الخارج للعلاج وعدم وجود من يعينه على عرض نفسه على الجهات الحكومية المعنية بعلاجه على اقل تقدير. يصر الزهيري بكل قواه العقلية، على تحميل الوحدة اليمنية مسؤولة فقدانه لبصره، مبررا ذلك على أن اندفاعه الرياضي زاد بشكل أكبر بعد توقيع اعلان وحدة ٢٢ مايو ١٩٩٠م وإلا ماكان حتى يفكر بزيارة صنعاء قبلها، معتبرا في ذات الوقت ان فقدانه لبصره هو المنجز الوحيد الذي لمسه طيلة حياته من مشروع الوحدة المغدورة بالظلم والقهر والاقصاء للجنوبيين حتى على مستوى تحكيم كرة قدم.
نسخة مع التحية إلى العزيز أبو نايف البكري ابو جهاد وزير الشباب والرياضة.
#ماجد_الداعري