لماذا جعل ”بايدن” الأولوية للملف اليمني ؟

محمد عبدالله القادري
الثلاثاء ، ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٢٢ مساءً
مشاركة

خطاب الرئيس الأمريكي بايدن الذي تحدث فيه عن توجهه لبذل كل الجهود لتحقيق السلام في اليمن، يكشف أن هناك أولوية للملف اليمني لدى القيادة الأمريكية كون هذا الخطاب جاء بعد مدة لم تتجاوز ثلاث أيام منذ فوز الرئيس الأمريكي الجديد.

من خلال هذا الموقف يتضح لنا تأثير الملف اليمني على التغييرات الأمريكية التي حدثت من فوز بايدن على ترامب، وسعي أمريكا نحو إحداث تغييرات مستقبلية في الواقع اليمني.

عدم فوز ترامب لفترة رئاسية ثانية كان ناتج لعدة أسباب تمثلت في اخفافه بالسياسة الخارجية وظهوره بالشكل الوقح الذي ازعج كثير من الامريكيين.

خاصةً وترامب كان الرئيس المختلف مع ثلاثة رؤساء سابقين له استطاعوا الفوز بالفترتين وهم بن كلنتون وبوش الأبن واوباما ، بينما تساوى مع بوش الأب الذي كان سبب عدم فوزه بفترة ثانية يعود لإخفاقه في الجانب الاقتصادي .

لم يكن ترامب معادياً لإيران بالشكل الذي يدعيه البعض ، صحيح كان يظهر نوع من العداوة الإعلامية لكنه في الحقيقة كان يدعمها ليتخذها وسيلة ابتزاز للخليج ، وهذا الدعم تمثل في رفع العقوبات عنها وغض الطرف عن تواجدها العسكري المتزايد في اليمن من أسلحة وغيرها.

وهو ما كان نوع من الغباء في السياسة الأمريكية لأنه وإن كان يحقق مصالح من خلال الابتزاز إلا انه يجعل امريكا تخسر مصالح اكبر في المستقبل، إذ أن ذاك التوسع الإيراني سيؤدي إلى ايجاد نفوذ قوي لإيران في الشرق الأوسط ويقود للسيطرة على الثروات مما يجعلها تستطيع التحكم بزمام أمريكا وتحاربها اقتصادياً من خلال ايقاف تصدير تلك الثروات إليها كالنفط وغيره.

تحقيق السلام في اليمن الذي يتحدث عنه بايدن، لن يتم إلا من خلال طريقتين .

الأولى : صلح سياسي يتضمن تخلي الحوثي عن السلاح وعدم توليه اي مناصب العسكرية في أي حكومة يتم تشكيلها بناءً على اتفاق لإيقاف الحرب وايجاد تسوية سياسية.

الطريقة الثانية : في حالة رفض الحوثي القبول بالحل والتسوية عبر الطريقة الأولى ، فإن الحل هو الحسم العسكري والقضاء التام على الحوثي وعودة الدولة لكل مناطق اليمن .