نحن المتناثرون في الخارج والذين نسمح لانفسنا بحكم الانتماء والاهتمام والتحيز ان نبدي رأينا في حال وواقع ومعركة الْيَوْم في اليمن لسنا الا جزء مِن المشهد العام وارقاما مِن ارقام واقلاما مِن اقلام.
بعضنا يكتب مستهدياً بحدسه والاخر بآماله ووهمه والاخر بمالديه مِن معطيات وقدرة على التحليل مع فوارق في ضبط النفس والتماسك والامساك بالحلم والاستبصار لرؤية غد بعيد المنال.
وكل كاتب يكتب هو يدافع عن ذاته اولا واخيرا فيتعسف الحقائق احيانا ليثبت نبوغ تنبؤاته او يتجاهلها عن عمد وغياب منساقا الى ما يتمنى لا الى ما تراه العين وما يدركه العقل مِن انتصار ومقاومة او مِن فشل ونكوص.
وكل هذا لا يسمح لأحد منا ان يدعي امتلاك الحقيقية ولا توجيه الناس لما يجب ان تفعل او لا تفعل ولا تسفيه احلامهم ولا بيع الوهم لهم ولا اجبارهم على اتخاذ امانيه واحلامه وخيباته راية لهم.
وحدها اصوات الداخل المعجونة بمرارة الحياة اليومية ومتاعب تربية الامل ودحرجة الخيبات وادراك الهزيمة او استشراف بشائر النصر من ينبغي ان تكون اصواتا مرفوعة او على الاقل مسموعة.
وعلينا ان نبحث عنها بعناية دون السقوط في وهم الجماهيرية والصوت الجهور والعبارات المحبوكة والقدرة على الافحام ولكن بقدرتها على قول الصدق والتعبير عن الارض والانسان بمقاربة أصيلة مِن جهة ومسافرة الى الغد تنهض مِن الماضي السبخي اوالطهوري او المعارض لسنن الحياة وقانون التقدم.
هذه الاصوات هي الاقرب الى نبض الناس وملامسة قدرة التحدي او الاستعداد لاعلان الهزيمة وهي تستحق التقدير عن جدار لانها تمسك بتلابيب اليمن الواحد الموحد المتصالح مع نفسه المترفع عن احقاد الطائفة والسلالة والمذهب والمنطقة والقابضة على جمرة اليمن بينما جهاز دولتها غائب عنها متخلي عن تطلعاتها يغص في نعيم الضيافة الباذخة المذلة.
وربما ينبغي على منهم في الداخل ان ينظروا الى اصوات الخارج على انها تنظر الى الامور مِن زاوية ابعد ومن افق أنحى مستفيدة مِن فرصها المادية وقدرتها على الوصول الى معلومات وتحليلات والاطلاع على تجارب وقراءة التاريخ خارج التوتر وتقلص الامل.