سيئون.. هُنا الدولة ترفرفُ في سماهُا راية اليمن المُوحد

محمد سالم بارمادة
الاثنين ، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٥٠ مساءً
مشاركة

مدينة سيئون بمحافظة حضرموت من المدن التي تسكنني ولا أسكنها, ولا أجدُ حلاً للشوقِ لها إلا بالعودةِ إليها,  تسكن ذاكرتي, تسكن جوارحي, فهي المدينة التي لها القدرة على رتق الأرواح الممزقة. تحسُ مع كلِ خطوة تخطوها فيهَا أن جزءاً من داخلك يلتئم، وآخرَ يُزهر, تُجددُ الأمل فيك لتدرك أن الحياة بإمكانهَا أن تهب أشياء جميلة وصغيرةِ قد لا تكونُ في الحسبان، ولكنها تُشعركَ بقيمةِ الحياة فتقدرها أكثر, هذه المدينة تُدخلك في سلامٍ مع روحك، وتجعلك تغفرُ لنفسك خطاياها المتكررة فهي تُقربك لجانبك النورَاني وتربطك به, مدينةٌ آمنة والعودُ إليها مُحَتَّم.ا.  زرتها بعد غياب سنتين متواصلة ولعل اليومين التي قضيتها كانت كافية أن أدون بعض المشاهدات.

سيئون مدينة تحتفظُ بتاريخها وتتطورُ بما يتناسبُ مع هذا التاريخ العريق الذي تطل عليه من خلال نوافذها, وأبوابٌها تفتحُ للمستقبل, مدينةُ أنيقة تحتفل بتاريخها فتمنحها قيمةً حضارية متميزة تنعكسُ على قاطنيها, وتمنحهم علماً من حيثُ لا يدرون, ومن لا يستغلُ هذه الفرصة المعرفية لا أراه إلا شقيّاً.

في مدينة سيئون رأيت التسامح والتآخي والتعايش الإنساني الذي تقدمه هذه المدينة واقعاً يومياً بين أبناء الوطن الواحد, فلا تستطيع أن تفرق بين مواطن يمني وآخر, الكل سواسية أمام القانون, والجميع تحت سلطة شرعية يمنية واحدة, توحد ولا تفرق, تجمع ولا تشتت.. رأيت في سيئون حسن الولاء والانتماء للوطن, والحرص على امن الدولة الوطنية, واستقرارها, وتقدمها, ونهضتها, ورقيها, والالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعاً دون أي تفرقة.

في سيئون لم أرى مليشيات مسلحة تصول وتجول بالحارات والشوارع, برعونة واستهانة واسترخاص بأرواح الناس,بل رأيت جيشاً وطنيا يمنياً, يحافظ على الأمن والاستقرار ويحفظ للجميع حقه, جيشاً وطنياً لا يسطو على الأراضي ولا ينهب الشجر والحجر والبشر, جيشاً وطنياً يتحمل واجب الحفاظ والذود عن الوطن الواحد و سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، ومن يخالف ذلك وينتهكه إنما هو مخالف ومنتهك للعهد في الوطن الواحد.

أخيراً أقول ... رأيت في سيئون التسليم لشرعية الوطن الواحد والخضوع لدستورها وقوانينها, فهم يدركون ان الدولة يقع على عاتقها مسئولية تنظيم حياة الناس وحل المشكلات التي تواجههم, والتغلب على جميع السلبيات إن وجدت في إطار عملها، وهي بذلك تكون قد خدمت الشعب خدمة جليلة لا ند أو نظير لها, باختصار شديد في سيئون رأيت الدولة ترفرفُ في سماهُا راية اليمن المُوحد, والله من وراء القصد.