في اليمن لاشيء يمكن له ان يوقف عربدة الموت ،يهدئ من انفلات عاد الرحيل ،يمنح الجميع فترة، توقف ولو حتى ولو وقفاً مشرطاً بسقف زمني ،كي لا يتزاحم القتلى على حافات مواقع الدفن ،ويستعصي علينا جميعاً دفن ضحايا ثنائية الموت ،بالوباء والرصاص. في اليمن هناك تنظير للقتل إلهي ديني سماوي خرافي مذهبي ،احدهم يرى فيه إبتلاء ،وامتحان رباني ،بإختبار مدى صلابة وتماسك الإيمان في دواخلنا ،والمذهب الآخر يرى في الموت وباءً ،عقدي، والإكثار من الخطوب والموت والقتل ،يساعد بمجيىء المهدي المنتظر، حيث يملأ الأرض عدلاً بعد ظلم وجور. الوباء لا يُعقلَن الحرب بل يَصْب في طاحونتها المزيد من الضراوة ،ووقود الإستمرار ،يمذهبها ،ويضع الإنسان المسكون بموته امام خيارات تضخها مكنة الاطراف المتحاربة ،وتضع هذا الكائن المسلوب من قيمة الرفض ،امام خيارات ،تفضي إلى ذات النتيجة ،اما الموت بالوباء على سرير العار كما يوصفه المتحاربون ،او تموت في ساحات الشرف وتنال جزاء الآخرة، ومخصصات موت الشهيد من جنات ونعم ورفاه خلود ،وغلمان وبنات حور. نحن لم نعد بحاجة الآن لوقف الحرب ،نحن بحاجة الى هدنة ،كي نستعد لدفن قتلاها ،في حال انفجر صنبور حمام موت آخر ،اسمه الوباء ،نحن لسنا بحاجة الى طَي صفحة الحرب الآن في هذه اللحظة المفصلية ،بل منحها إجازة إجبارية لبعض الوقت ،لفض النزاع والزحام ،بين قتلى الرصاص ،وقتلى الوباء المخيم خارج بوابات المدن. اقفوا الحرب قليلاً كي نطمئن ،ان هناك ارض تتسع لموتنا المزدوج، رصاص ووباء
