من ينظر للتأريخ ، ويشاهد واقع محافظة إب اليوم ، سيجد أنها ضحية مشروع الهضبة الزيدية المتمركز والنابع من صنعاء والمحافظات المجاورة لها ذات الطابع الزيدي ، والذي يعمل ويتعامل وفق رؤية مناطقية ومذهبية.
مثلما تحدث هذه الجرائم بحق ابناء إب اليوم فقد حدثت في العهود الماضية. مثلما تم نهب اراضي إب من أوقاف واراضي مواطنين من قبل ميليشيات الحوثي السلالية ومن معها من قبائل حاشد وبكيل القادمة من الهضبة ، فلقد تم النهب سابقاً وأكثر القبائل التابعة لحاشد وبكيل والهاشميون الذين حلو في إب من سابق قد جاءوا من صنعاء وماجاورها ونهبوا ممتلكات ابناء إب واراضيهم.
الاستقواء بقبائل حاشد وبكيل لنهب إب والسيطرة عليها وارتكاب ابشع الجرائم فيها ، والتحالف مع مشائخ إب واستخدامهم لاذلال أبناء إب ، هو مخطط قديم يتم تطبيقه على محافظة إب منذ أكثر من الف سنة ولا زال حتى يومنا هذا.
الاحتلال الفارسي ودول الأئمة التي هي نسخة من الاحتلال الفارسي تعاملت مع إب وفق هذا المخطط. الاحتلال التركي تعامل كذلك ودعم سيطرة المشائخ المنتمين لمنطقة الهضبة للسيطرة على إب وتهميش ابناء إب. في عهد الامامة الملكية تم التعامل مع إب على أساس هذا المنوال. الرئيس السابق صالح رحمه الله ارتكب هذا الخطأ وتعامل مع إب وفق تعصب مناطقي يدعم المنتمين لقبيلة حاشد من المشائخ وتحالف مع مشائخ في إب سعوا لاذلال ابناء إب كمشائخ في العدين وذو السفال الذين كان لديهم سجون سرية وقاموا باضطهاد المواطنين مما جعل اغلب محافظة إب لا ترى نور الجمهورية في عهد الجمهورية.
الحوثي اليوم يسير وفق تلك الخطة ، وعندما جاء لمحافظة إب جاء مستقوياً بقبائل حاشد وبكيل من صنعاء وما جاورها من محافظات الطابع الزيدي ومكنهم على سلب ونهب إب وتحالف مع مشائخ من إب استخدمهم لاذلال ابناء إب وجرهم للجبهات دفاع عن الحوثي.
الشرعية أيضاً ترى لمحافظة إب وفق هذا المنظار ، فحزب الاصلاح يسعى لتمكين ابناء القبائل المنتمية لحاشد في المناصب وقيادات الجيش وجعل إب مستقبلاً تابعة لسيطرة قبيلة حاشد بما يقوي نفوذ آل الاحمر بعد تحرير إب او يتم تحرير إب على هذا الأساس.
هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع ، وتخليص إب من الحوثي يجب ان يكون وفق مسار تخليصها من مخطط تعاني منذ أكثر من الف سنة.
ما يجب على ابناء إب اليوم هو معرفة جوهر مشكلة معاناة محافظاتهم ، والتوجه نحو معسكرات التحرير والالتحاق بها والعودة لتحرير محافظاتهم من الميليشيات الحوثية الاجرامية.