اصبح البعض يخاف من كلمة (التغيير) وكأنها مرادفة للارهاب بينما البعض يسخر منها من فرط ماحدث باسم التغيير من كذب وخداع وتزوير لارادات الناس واعادة انتاج الماضي بابشع صورة..الهجمة المضادة الشرسة التي استهدفت حركة التغيير في اليمن من الخارج والداخل هي من ولد ذلك الشعور عند الناس ولم تسلم منها النخب السياسية التي تنازلت عن التغيير مقابل مواقع ومناصب وزعت عليها في السفارات او كمستشارين ..ناهيك عن الشباب الذين امتطوا حركة التغيير ليجدوا انفسهم يتنكرون لها مقابل ترتيب اوضاعهم داخل السلطة القديمة الجديدة.
حركة التغيير اكبر من الاحزاب والمكونات السياسية وهي بدات تتحرك في الشارع قبل ان تفكر الاحزاب بالنضال السلمي وهي حركة شعبية بدأت في الجنوب لتنتقل فيما بعد لليمن كله.
التغيير يسبق التحرير ..حتى الذين رفعوا شعار التحرير في الجنوب مروا اولا من بوابة التغيير فلايمكن ان يكون هناك تحرير من دون حركة تغيير عميقة داخل المجتمع تنتج شروط التحول الجديد في مزاج الناس وتتجاوز معيقات الماضي ومثبطاته..
ومهما حلقنا بعيدا سنعود مجددا الي التغيير باعتبارها الحركة الاصيلة التي سبقت كل الشعارات والخطابات واستهوت الناس وما تزال هي القيمة الاخلاقية التي يفترض ان نتمسك بها في وجه كل من يريد اعادة انتاج الماضي او يكبح تطلعات الناس في تحقيق العدالة والمواطنة والشراكة والحرية..
لقد حورب رموز التغيير الحقيقين بكل الوسائل لا لشي الا لانهم مؤمنون بالمستقبل ..مستقبل اليمن الذي تفزع منه دول ونخب مريضة وتريده نسخة من الماضي او اسوأ منه..
قد يتساءل البعض اين ذهبت حركة التغيير.. فالاحزاب هي من تتحكم بالتغيير اليوم ..نعم هذا صحيح ..ولكن قد تكون هذه الحركة خفتت ولكنها لم تمت ما تزال موجودة وان كانت غير منظمة الا انه سيكون لها تاثير مع الايام.. والذين ذهبوا يرتبون اوضاعهم مع الاحزاب والمكونات السياسية واقصد-الشباب-عليكم ان لاتتخلوا عن التغيير وجسدوه واقعا في كل مكان حتى وان تخلت عنه الاحزاب والمكونات المختلفة التي تبحث عن السلطة وتفرط بتطلعات الجماهير التي حملتها اليها.
نحن بحاجة للتغيير في كل مكان حتى داخل الاحزاب والمكونات السياسية باعتبارها ادوات ادارة الدولة فكم من هذه الاحزاب والمكونات بحاجة للديمقراطية وكم منها بحاجة للدماء الشابه وكم منها بحاجة للتجديد ..اذن التغيير عملية كبيرة وشاملة لايقوم بها الا من يؤمن بها ايمانا حقيقيا فمن يؤمن بالتغيير يؤمن بالضرورة بالمستقبل..