أعجاز نخل

منصور الخليدي
الجمعة ، ٠٣ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ٠٦:٤٦ مساءً
مشاركة

أعجاز نخل

 

وَاْسِ الحروفَ وضمّدِ الأقلامَا

يا مَن على دربِ الأنينِ أقامَا

تَسري و خلفَكَ للسنينِ مخالبٌ

و تعودُ مُنكَسِراً تُناظرُ عَامَا

عامَاً مِن الغَوْثِ الذي تَشتاقُهُ

رَغَداً يُفَتِّقُ مَأمَنَاً و سَلامَا

مِنْ هَاهُنا مَرَّتْ تباشيرُ المُنى

و إليكَ عادتْ تَنْسِفُ الأحلامَا

وَهَبَتْ لكَ الأيامُ أبكارَ الهَوى

ثُمَّ ارْتَضَتْهَا أنْ تعيشَ أيامَى

وَمضَاتُ زَهْوِكَ لمْ تزلْ مَحبُوسةً

مِنْ ألفِ عامٍ تَمتَطِي الأوهَامَا

و عَلى رَصِيفِكَ للحضارةِ عَثْرَةٌ

كَمْ ظلَّ قَومُكَ حَولَهَا أقزَامَا

إيهٍ ...و أمستْ للعُرَاةِ مَناقِبَاً

تَهَبُ الهزائمَ بُرْقُعَاً و لِثَامَا

أعجازُ نخلٍ يا رِمالُ تَحَركِي

يا ريحُ ضُمِّي للهلاكِ لِئامَا

يا مُمسِكاً بالجَرحِ أنتَ قضيةٌ

و الشاهدونَ تَوَّشَحُوا الآثامَا

أبطالُهَا البؤساءُ أنتَ عَدُوهُم

فافرشْ لَهُم صدرَ العَراءِ خِيامَا

كلّْ الدلائلِ أنتَ أنتَ قَرِينُها

فَعَلامَ تُطلقُ للخُنوعِ سِهاما

فَغَدَاً سَتلتَهِمُ الحُروبُ عَشِيقَهَا

و تُحِيلُ ظُلمَ العابِثِينَ رُكَامَا

 

 

منصور الخليدي