أعجاز نخل
وَاْسِ الحروفَ وضمّدِ الأقلامَا
يا مَن على دربِ الأنينِ أقامَا
تَسري و خلفَكَ للسنينِ مخالبٌ
و تعودُ مُنكَسِراً تُناظرُ عَامَا
عامَاً مِن الغَوْثِ الذي تَشتاقُهُ
رَغَداً يُفَتِّقُ مَأمَنَاً و سَلامَا
مِنْ هَاهُنا مَرَّتْ تباشيرُ المُنى
و إليكَ عادتْ تَنْسِفُ الأحلامَا
وَهَبَتْ لكَ الأيامُ أبكارَ الهَوى
ثُمَّ ارْتَضَتْهَا أنْ تعيشَ أيامَى
وَمضَاتُ زَهْوِكَ لمْ تزلْ مَحبُوسةً
مِنْ ألفِ عامٍ تَمتَطِي الأوهَامَا
و عَلى رَصِيفِكَ للحضارةِ عَثْرَةٌ
كَمْ ظلَّ قَومُكَ حَولَهَا أقزَامَا
إيهٍ ...و أمستْ للعُرَاةِ مَناقِبَاً
تَهَبُ الهزائمَ بُرْقُعَاً و لِثَامَا
أعجازُ نخلٍ يا رِمالُ تَحَركِي
يا ريحُ ضُمِّي للهلاكِ لِئامَا
يا مُمسِكاً بالجَرحِ أنتَ قضيةٌ
و الشاهدونَ تَوَّشَحُوا الآثامَا
أبطالُهَا البؤساءُ أنتَ عَدُوهُم
فافرشْ لَهُم صدرَ العَراءِ خِيامَا
كلّْ الدلائلِ أنتَ أنتَ قَرِينُها
فَعَلامَ تُطلقُ للخُنوعِ سِهاما
فَغَدَاً سَتلتَهِمُ الحُروبُ عَشِيقَهَا
و تُحِيلُ ظُلمَ العابِثِينَ رُكَامَا
منصور الخليدي