على ضفاف العمر

منصور الخليدي
الاربعاء ، ١٥ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٥٣ مساءً
مشاركة

غادرتُ سافرتُ أستجدِي الملذّاتِ شَرقتُ غََربتُ للماضي وللآتي

فَخِلتُ أنّي على الأسفارِ مُقتدِرٌ وأنّ صَبرِي رفيقٌ لابتِساماتي

و كنتُ لازلتُ بالآمالِ مُنتشياً أُجرِي سَفيني وأُعلِي فيه راياتي

و أبتَنِي مِن حُطامِ الأمسِ أشرِعةً تُسابِقُ الوقتَ تَستَهوِي المسافاتِ

و رُحتُ أبحثُ في دُنيا البعيدِ وما ألفَيتُ غَيرَ سَرابٍ في المَتاهاتِ

كَم أتعَبتنِي بذا التِرحالِ أمنيةٌ فَرَاوغتني و زَاغَت في المَسَاراتِ

ما للأماني سَقَتني الهَمَّ فِي عَجَلٍ و أنكَرَت هائماً يَهوَي مَسراتي

ما كنتُ أحسَبُها تَنأى و تَترُكُني في ظُلمةِ البيّنِ مَطمُوراً بآهاتي

كأنني في ثَنايا الريحِ مُنطَرِحٌ أُعانقُ التِيهَ في سَاحِ المَساءاتِ

فاحدودبَ العمرُ والآمالُ ترقُبني أطوي السنينَ و تطويني حِكاياتي

أُفٍ على العُمرِ إِن ضَاعَت بَشَاشَتُهُ و أورَثَت غُصَةً تَجتّرُ مآساتي

و ألفُ آهٍ تَنامَت بينَ أَضلُعِهِ إِن رُمتُ عَيشاً مَليئاً بالحَماقَاتِ

لكنني في رصيفِ الصبرِ مُنتظرٌ شوقاً أتوقُ لإشراقِ الصباحاتِ

أَمَا رأيتَ صُروفَ الدَهرِ تَلفَحُنَا تُذِيِقُنَا المُرَّ مِن كأسَ المُعاناةِ

فَيمَ التَحَسُرُ والأقدارُ تَمنَحُنَا ألاءَ خيرٍ مثيراتٍ عظيماتِ

لا خَيرَ في البُعدِ والأسفَارِ أجمَعِها ما لم تَكُن سامياً فوقَ الجِرَاحاتِ

وَمضُ السَعادةِ في الآفاقِ مَنزِلُه فامدُد يديكَ إلى رَبِ السماواتِ

..منصور الخليدي