النظام اليمني السابق يقلب الطاولة على ”ثوار فبراير” !

محمد دبوان المياحي
الاربعاء ، ٠٣ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠٢:٠١ صباحاً
مشاركة

ليست وظيفة الثورات تحقيق نهضة إقتصادية أو إنجاز مشاريع نهضوية، الوظيفة الأولى للثورة هي هدم نظام سياسي منته الصلاحية وبات معيقًا لأي نهوض قومي عام، هدف الثورة هو تخريب نظام مؤسس بطريقة مختلة يستنزف الثروة والسلطة دون أي إمكانية لإصلاحه؛ كي نلحق بركب العالم.

الأهداف المركزية للثورة ليست حزمة مطالب معيشية ترغب بالتحقق، وإن كانت هذه المطالب هي دوافع للثورة؛ هدف الثورة ليس توفير الماء والكهرباء وشق الطرقات؛ تلك مهمة تنفيذية ستتحقق تباعًا بعد أن تتمكن الثورة من إعادة تأسيس الدولة والنظام السياسي بطريقة صحية تصون الثروة والسلطة وتؤهل الشعب للنهوض لاحقًا.

بناء على هذا، وبمجرد أن يتحرك شعب ما ويربك النظام أو حتى يهدمه، يكون الشعب قد أنجز المهمة الأولى للثورة وفتح الطريق لإعادة صياغة قواعد سياسية جديدة حاكمة للبلد.

فعلت فبراير ذلك، وفتحت الفضاء العام لحراك تعددي شارك فيه الجميع لصياغة المستقبل، لقد أنجزت مهمتها الأولى ؛ لكن النظام المحاصر لم يكن قد استسلم، وفجأة قلب الطاولة على الجميع بما فيهم نفسه.. انتهت بنية النظام السابق إلى غير رجعة، وما تزال فبراير وشبابها يقفون لحراسة مستقبلهم، ولا يمكن تأسيس أي نظام مستقبلي بمعزل عن القيم التي بشرت بها فبراير.. حتى خصوم الثورة باتوا مسكونين بقيمها بشكل لا شعوري، قيم الحرية والعدالة والتنوع الخلاق، دولة ترعى الخير العام وتصون الحقوق والحريات وتضمن التنافس الحر للجميع.

يحاكمون فبراير من منطلق أطماعهم الشخصية، يريدونها أن تنجز لهم ما لم يتمكن صالح من تحقيقه طوال عقود، هذا نقاش يشوش مفهوم الثورة ويطالبها بما لا تملك تحقيقه بل ولم تتمكن بعد من السلطة كي تفعله. كما يحجب حقيقة النظام المعاق الذي ثارت عليه، إنهم يحرفون النقاش ليتملصوا من فداحة ما صنعوه خلال عقود؛ لقد أهدروا فرصة كبيرة لبناء الدولة وأضاعوا سنين طويلة من حياة الشعب عبثًا، واليوم يحملون فبراير المسؤولية فيما هي تكابد لإصلاح كارثة حكمهم وما يزالوا لا يشعرون بالخجل .

#عقد_على_الربيع